عندما تشغل هذا المقطع ، تذكر ان تخرج كل ما عندك من افكار ، وكل ما تعلمته في مدارس التلقين ، افرغ عقلك وانصت جيدا ، اقترب قليلا لتكون كلماتي اكثر وضوحا من ذي قبل ، هل انت مستعد لتقبل الحقيقة ام انك تريد ان اكذب عليك واقول لك ان ما حولك مجرد فراغ و اوهام ، هل تريد ان احكي لك قصص من قصص الخيال ، ام تريد الحق ، ان كنت ستختار فليكن اختيارك جيدا لانك ما على وشك ان تعرفه لن يدرسوه لك في المدارس .
في السنة الاولى من تعليمك ، سوف ترى فقاعة مرسومة على وجه الكتاب الذي تدرس فيه ، سوف ترى اشياء غريبة لن تعير لها اهتماما ، فقاعة او سترى انس من وارئه حيوانات تشبه القردة ، وترى ايضا الوانا غريبة ، ستظنها مجرد زينة ، وايضا سترى التعري و ترى الحرية كانهما معا ، لا يفترقان ، لكن لا تعر لهاذا اهتماما فليست هذه حلقتي اليوم ، حلقتي الآن حول شيء اخر ، مخلوق سوف تدرسه في مدرستك ، او سيدرسونه لابنك او لابنتك ، هل تعرف معنى ان يكون الفراغ الانهائي حقيقة علمية ، هل تعرف معنى الفراغ في الاصل ؟ وهل تعرف على ماذا اسس هذا المفهوم ، اذا كنت لا تعرف ، فلتقرأ قليلا ، اقرأ قليلا عن السماء في القرآن ، وسوف ترى كم من اعمى حولك يمشون ، ولكن سوف اوفر عليك عناء القراءة ما دام الكثير لا يحب ان يقرأ ، واقول لك ماذا يعني الفراغ الانهائي ، واجعلك تقارن بين شيئين مختلفين تماما ، وانت لك ان تختار الحقيقة من الخيال
لا شك اذا كنت مسلما مؤمنا بالقرآن ، ومؤمنا بالله قبل هاذا ، انك قرأت مرارا وتكرارا عن السماوات ، 183 مرة ذكرت السماوات ، و 115 ذكرت كلمة السماء ، في القرآن الكريم ، ماذا يعني هذا ، هل يعني لك هذا انه الفراغ ؟ هل تفضل ان تسمع الحقيقة ام سوف تهرب كعادتك ، وستكون من الذين قيل فيهم اكثركم للحق كارهون بعد ان قال لقد جئناكم بالحق ، لكن ؟ نعم هذا هو السؤال لكن ؟ لنقف لحظة ونرى هل هذا كله فراغ ، ام ان هناك شيئا ما خلف الستار ، وانا افهمك جيدا واعرف ماذا ستقول لي ، ستقول اني افهم الآيات خطأ ومنكم من سيقول انني اؤولها ومنكم من سيقول انا احرفها ، لكن هاذا غير مهم ، فالحمد لله انه قرآن عربي ، لذالك سأخاطبك بلغة عربية سأخاطبك بلغة القرآن.
ما هي السماء في القرآن الكريم:
اول ما ساتطرق اليه هو ، هل ستصدقني ان قلت لك ان ما فوقك جسم غريب، ماذا اقصد بجسم غريب ، اقصد ان ما فوقك هو ملايين او ملايير او لا ادري ما عددها الاشياء الغريبة معا ، لا اقصد ان اقول عنها غريبة ولكن بالفعل غريبة مثل جزيئات صغيرة متسماسكة مع بعضها البعض وهي جيدة في هاذا الفعل ، وهذا الذي سأسميه مؤقتا بالبناء عظيم ، عظيم مثل عظمة التي تقف عليها الآن ، وقد اكون صريحا لدرجة كبيرة واقول لك انهما متنافسان في الطول و على الارجح ان لهما نفس الطول و العرض ، هذا البناء الغريب سأشبهه و الله يعلم انه فقط لتقريب الحقيقة منك لا على سبيل انه الحق ، انه مثل اجسام صغيرة متماسكة معا كانها حبات صغيرة يمكن ان تفتح و تغلق مثل الابواب ، نعم مثل الابواب تماما ، يمكن ان تتحكم بفتحة الباب صغيرة او كبيرة ، الا ان هذه الاشياء المتماسكة التي تكون ذالك الجسم العظيم الذي نسميه سماء تجعل الامر كانه سقف من صنع خاص ، وصدقني لايمكننا ان نفهم هذا السقف ولا يمكننا ان نعرف عنه الا ما قد قيل ، الا ان الكثير منا يفضل سماع العلم على سماع الحقيقة ، ولا يفهم ان العلم كلمة يغطي بها الكثيرون على عجزهم امام خلق الله .
السماء عند المهرجين و السماء عن القرآن الكريم:
في بداية حوارنا مع المجهول ، دعنى نرى مذا تعني كلمة سماء في قاموس ترليوس لعلوم التنجيم السماء هو كل ما يقع فوق سطح الارض ، من سحاب وغازات و غلاف جوي و ايضا الفضاء الخارجي بجميع مكوناته من مجرات وكذا اشياء ، هل لا حظتم شيئا غريبا في هذا الشرح الذي سمعتموه الآن ، اذا كان ما لاحظته هو ان السماء في قاموس تريليوس لعلوم التنجيم هو شيء غير محدد بتاتا ، غلاف جوي هو سماء و مجرات هي سماء شمس هي سماء فراغ هو سماء قمر هو سماء كون هو سماء ، كل هذه الاشياء تعتبر سماء بالنسبة للنائمين ، اذا فالسؤال سيكون اصعب بكثير لشخص يؤمن بهذه الخرافات اذا قلت له اين السماء؟ ،لكن في القرآن الكريم نجد ان السماء بالفعل شيء ملموس شيء يمكن ان نراه ويمكن ان نتحقق منه ، شيء او جسم صلب ، فلقد قال تعالى على انها بناء ، والبناء لا يمكن ان يكون مجرد فراغ ، وقال عنها انها من غير ثقوب او نتوؤات او اي شيء.
اذا فما هي السماء الحقيقية ، طبقا لما ورد في كتاب الله القرآن السماء هو بناء مشيد من عند الله تعالى مرفوع فوق الارض بغير عمد او اي شيء ، وهو جسم صلب واثقل بوزن لا يمكن لاي الة او عقل ان يتصور هذا الوزن ، لكن لماذا كل هاذا الكلام عن السماء في القرآن ، ان الله تعالى لا يذكر مخلوقا من مخلوقاته الا ليتدبره الانسان ، فيه ايات كثيرة ، ايات تزيد من المؤمن ايمانا يرى الحق باذنه، فالله تعالى يظهر نفسه بمخلوقاته ، فعندما رفع السماء بغير عمد و زينها وجعلها بناء واسع وعظيم ، والانسان يرى هاذا بالفعل لانها اية منظورة يمكن لاي احد ان يتحقق منها ، لكن السؤال الاهم هو ما دور السماء بالنسبة للانسان و حتى للارض؟
ما دور السماء بالنسبة للانسان :
لنرجع ايضا الى كتاب الله ونرى ماذا يقول عن السماء ..!
الملاحظة الاولى التي سوف تلاحظها هي ان كلمة السماء في القرآن بصفة عامة تقال للسماء القريبة وليست البعيدة ، وماذا نقصد بذالك اي ان الله تعالى يقصد بالسماء في كتابه السماء الدنيا وليست السماء الثانية او الثالثة ، وايضا هناك ادلة تجزم ما نقول عندما يحكي الله تعال عن سمائه الدنيا ويصفها بالبناء المشيد و العظيم ، فهو يصف السماء الدنيا ، اما السماوات الاخرى لا نعلم عنها الا قليل ، وما يهمنا الآن هو السماء الدنيا ، فنلاحظ ايضا في كتاب الله تعالى ان الله عندما يذكر السماء فهناك امور عديدة تتنزل منها ، ففيها خير وشر ، الشر هو ان الله تعالى ينزل من السماء شهبا للشياطين وهي النجوم ، وايضا ينزل العذاب على قوم من الاقوام وايضا ينزل الخير من ماء مبارك ورزقٍ عظيم ، فهو اساس كل الاشياء ، بدونه لن تنبث الثمار ولا الاشجار ، ولن يسقى الناس من هاذا الماء ، فالسماء هي مصدر الماء الحقيقي ، اي ان السماء بها ماء ، وهاذا ايضا يفسر الكثير من الاشياء حول سباحة الكواكب و النجوم و الشمس و القمر وكيف هي هذه السباحة .
كيف يخرج الماء من السماء :
كيف يكون هاذا البناء العظيم الذي خلقه الله تعالى منفذا للماء وقال ان السماء ليست بها فروج او شقوق ، فاذا كان الماء ينزل من السماء فكيف يكون هذا النزول ، قال الله تعالى في اية و السماء ذات الحبك ، هذه الآية الكريمة تظهر كيف يخرج الماء من السماء ، فمعنى كلمة حبك كالنسيح المنسوج او الطرق في الرمل ، اي ان السماء مجموعة من الاجسام متناهية الصغر متماسكة مع بعضها البعض تشكل بناءا عظيما ، هذا النسيج او الطرق بين هذه الاجسام تفتح و تسد لتجعل من الماء يمر من خلالها بقدر يتحكم به الله عز وجل ، هكذا و الله اعلى واعلم كيف ينزل ينزل الماء من السماء ، لكن ما هو دور السحب اذا كان الماء ينزل من السماء مباشرة ، السحب كما اخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم ، ينشئها كيف يشاء وتسوقها الرياح الى اين يشاء الله فينزل الماء من خلال هذا السحاب قال تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ، قال الله من خلاله ولم يقل من السحاب بل قال من خلاله وفي ايات اخرى قال ايضا من خلال السحب ما يعني ان الماء يخترق السحب ليمر من خلالها بطريقة ما ، لان الله تعالى لم يذكر ان السحب سبب نزول الماء بل الماء ينسب الى اصله اي السماء، اذا ما دور السحب في كل هذا ، قال تعالى وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ، وقال ايضا وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا ، السحاب تقل او تساق بالرياح الى حيث يشاء الله ، اي ان السحب وسيلة نقل ، لكن وسيلة نقل ماذا ، قال تعالى حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ ، وقال ايضا أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ، فالسحاب هو كعلامة نزول المطر اي انه اية من ايات الله تعالى. اية لنزول المطر قال تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الى ان وصل وقال وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ، اية لقوم يعقلون ، في السحاب اية يعرف بها الناس وقت نزول المطر ، عندما تقل السحب الى مكان ما دليل ذالك على ان ذالك المكان سوف ينزل به الماء من السماء فيمر ذالك الماء من خلال السحب نزولا الى الارض فتحيا به الارض ويستبشر بها الناس .
ما هو السقف المحفوظ:
ومن اية السماء العظيمة اية ذكرها الله تعالى وقال وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ ءَايَٰتِهَا مُعْرِضُونَ ، فما هو السقف المحفوظ ؟
لا يمكن تحديد معنى السقف المحفوظ الا اذا عرفنا كيف يحفظ الله تعالى هذا السقف، وهذا ما سيجعل اصحاب العقول النائمة تستفيق من هذا السبات العميق ، كيف يحفظ الله تعالى سمائه ؟
اذا اتينا الى العلم الحديث يقولون ان الله يحفظ سمائه بغلاف جوي من حرارة الشمس و ايضا وقاء له من اشعة فوق بنفسجية وغيرها من الامور الغريبة التي يدعونها وايضا خرج بعض المهرجين بتفسير اخر يقول ان الكرة الطائرة تنتج مجالا مغناطسيا كبيرا ، هذا المجال يعمل على حمايتها من الاجرام التي تطير في الفراغ ، فهل هذا حقا هو معنى السقف المحفوظ؟ ، نأتي الآن الى السقف المحفوظ في القرآن ، في الكثير من الآيات ذكر الله تعالى السماء الدنيا ، وقال عنها مرفوعة و موسوعة وكذالك مشيدة اشد بناء ، سميكة ، وهي اثقل من ان نتصورها طالما قال عنها الله انه يمسكها ان تقع على الارض وهو دليل على عظمتها وحجمها الهائل ، وانها شديدة المتانة و البنيان ، واي شيطان يلمس السماء ويحاول ان يسترق السمع يخرج من السماء شهاب يقتل الشيطان فورا ، هذه مجموعة من المصطلحات الكثيرة التي تظهر على ان معنى كلمة محفوظ هو جميع الصفات التي ذكرها الله تعالى عن السماء ، فجعلها الله محفوظة لا يستطيع انسان ان يخترقها او يتجاوزها بمعداته و الشياطين لا تستطيع ان تسترق السمع او ان تفعل ما كانت تفعله في الماضي ، ولا احد من الانس قادر على ان يعبر يين السماوات ، فجعل الله كلمة محفوظا شاملة للصفات التي قبلها من بناء ورفع وكثير من الصفات ، التي اذا قارناها مع ما يقال الآن ستجد كل ما ذكر في القرآن مخالف تماما لما ذكره المهرجون ، فيجب المعرفة بالجزم ان السقف المحفوظ هو السماء الدنيا السقف الذي لا يمكننا ان نتجاوزه ابدا ، اي اننا في نظام مغلق محكم لا خروج منه وهاذا ايضا مذكور في اية كريمة قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ، اي ان الانسان حياته و موته وبعثته من الارض وليس اي مكان اخر لذالك الارض نظام مغلق .
الفرق بين السماوات و السماء الدنيا :
اذا كانت السماء للارض فما الفرق بينها وبين السماوات الاخرى ؟ للعلم فقط ان الله تعالى ذكر كلمة السماوات 183 ولكن لا نعلم عنها الا قليل ، فالله عندما خلق السماوات اوحى في كل سماء امرها ، كل سماء لها امر محدد و دور في كل هذا الكون العظيم ، فلا تخلو سماء من شيء ، فلكل سماء امر ودور ، فالسماء الدنيا ينزل الله منها الماء ، وعلى سبيل التدبر ان الله تعالى خلق في كل سماء مخلوق مثل الشمس و القمر و اليل والنهار و النجوم و الكواكب و جبال البرد و الكثير من المخلوقات الاخرى التي لا علم لنا بها ، فالله خلقها احسن خلق وجعل لكل مخلوق فلكا يسبح فيه مما يظهر على ان كل مخلوق في مكان ما في سماء ما والله اعلى واعلم .
ان هاذا القرآن الكريم كله علم عظيم ، فالذي يبتغي العلم عليه بالقرآن وليس كلام الدجالين و المأولين ، فكل ما نعرفه عن السماء من خلال مدارس التلقين هو خرافات و اساطير ، لا تمت للحقيقة بصلة ، وهاذا القرآن العظيم به من كل شيء كل علم وكل حقيقة يمكننا ان نتحقق منها بتجاربنا ، يمكننا ان نفهم هذا الكون العظيم ، وسيزداد المؤمن ايمانا و علما ، وابتغوا العلم فالمسلم الذي يقرأ ليس مثله مثل الذي لا يقرأ، ويجب ان نتدبر الآيات لا ان نأولها.