ان كل الاشياء التي تحدث الآن بخيرها وشرها ، مرتبطة أكثر مما تتصور ، ليس عليك سوى ان تعرف طرف الخيط وبعد ذالك ستبوح اسرار الزمان بأشياء كنا نعجز عن فهمها وكانت مبهومة لدينا ، وكثير من الاشياء ظهرت و لا تزال تظهر الى الان مظهرة ما يخفيه الزمان في اوراقه المحذوفة .
دور الحرب العالمية الاولى و الثانية في الافصاح عن الحقيقة :
لقد لعبت الحرب العالمية الاولى و الثانية دورا مهما في الافصاح عن ما يجري بالفعل من احداث ، وبطبيعة الحال ليست الاسباب التي تم الترويج لها هي من كانت وراء المذبحة العالمية الاولى و الثانية ، و التي اظهرت جانب الشر في الانسان مشيرة الى ان الانسان من اجل الكنوز سيقتل ، و معطية فكرة واضحة حول الفتنة التي ذكرها الله تعالى واستخف بها الناس ، وجزء من الاسباب ان لم نقل كلها التي ادت الى هذه المذبحة هو ما يوجد بالفعل في اعماق القطبين وفوقهما ، و بعد النوم الطويل ، تمت اخيرا معرفة اللغز الدفين في الشمال و اللذي ادى الى معركة بين القوى التي ارادت بكل لهف ان تأخدذ نصيبا لها من الجليد كما الآن يحاولون بشتى الوسائل ان يأخذوا نصيبا من الجليد ، و من الغبي الذي يظن ان القطبين هما فقط جليد فوق اطنان من المياه بل ما يخفيه الجليد هو اكثر مما يظهره .
الاهتمام المفاجئ بالقطبين :
في اواخر ثلاثينات القرن العشرين اظهر النازيون اهتمامًا وشغفا و لهفة بالقارة القطبية الجنوبية والشمالية ايضا وأرسلوا رحلة استكشافية لمسح جزء منها والمطالبة بها لألمانيا ، ولم يستمر الادعاء ، لكنه زرع بذور مجموعة كاملة من الاشاعات حول الأشياء السرية التي قد تكون مدفونة هناك ، وانه من الغريب في وسط مذبحة عالمية يتم ارسال بحثات استكشافية نحو القطبين ، وليس فقط النازييون من اظهروا لهفهم نحو ما يوجد في الجليد ولكن القوى الحاكمة كلها اظهرت ذالك الجانب ، الذي يجذب كل الناس ، كل ما عرفته النخبة في ذالك الوقت هو ان ما تداولته الحضارات القديمة من اساطير جنة عدن او جنة الشمال كان حقيقيا ، وان كل الخرائط اظهرت بالفعل ما تحتويه ارض الجليد في القطبين الشمالي و الجنوبي الآن .
رحلة استكشافية الى القطب الجنوبي:
في 17 من عام 1938 وصولا الى 12 من ابريل عام 1939 ، قام الالمان برحلة استكشافة غير معروفة تماما الى القطب الجنوبي و بالظبط الى منطقة معروفة الآن ب dronning maud land على متم سفينةMS Schwabenland(شفاڤن لاند) و التي تم الكشف عن غرضها وهو المطالبة بتلك المنطقة بشكل اساسي ، رغم ذالك كان النرويج السباقون الى هذه المنطقة وطالبوا بها رسميا في يناير عام 1939 ، تم تجهيز السفينة بمنجنيق بخاري و اثنين من طائرات dornier Wal القابلة للطيران و الهبوط على المياه ، و التي كلفت بمهمة وهي مسح ما يقرب 600000 كيلومتر مربع فوتوغرافيا، خلال العملية تم اسقاط اعلام من الالمنيوم من الطائرة واخرى على الارجل وذالك في رحلات استكشافية ، لم يتم ابدا العثور عل هذه الاعلام ، ذكرت المانيا ان الارض التي تم مسحها في عام 1939 كان اسمها "Neuschwabenland"(نوي شفاڤن لاند ) نسبة الى السفينة MS Schwabenland ، فماذا كانت تحاول المانيا اكتشافه رغم ان العالم كان يعرف في ذالك الوقت ان الشمال و الجنوب مجرد جليد فوق صخور ميتة ، ما الذي قاد الالمان و العالم الى التحرك نحو اطلاق سلسلة من رحلات اسكتشافية تهم القطبين ؟
القاعدة السرية في الشمال (Treasure Hunt):
عموما تم نفي اي رصد اخر لتواجد الجنود الالمان او اي تحركات المانية في القطب الشمالي او الجنوبي ، الا بعد انذهل الجميع باكتشاف غريب .حيث اكتشف باحثون روسيون على قاعدة سرية تحت اسم Schatzgraber (شاتزݣغيبغر ) تعود الى الحقبة النازية في جزيرة الكسندرا لاند على بعد 1000 كيلومتر تقريبا من القطب الشمالي ، ولكن المثير للاهتمام هو الاسم الذي اطلق على القاعدة السرية ، والذي اذا تم ترجمتها الى اللغة العربية ستعطيك جملة تعني مطاردة الكنز او صيد الكنز او بالانجليزية treasure hunt ، و تحت هذا الاسم تم اخفاء الكثير من المعطيات القيمة لما توصل له النازييون من خلال هذه القاعدة السرية و التي انشأها النازيون في عام 1942 ، وذكر المستكشفون على ان القاعدة استخدمت بشكل اساسي كمحطة طقس ، ولكن ليس هذا بطبيعة الحال ما كان دور هذه القاعدة ، فهذه مجرد خرافات اطفال تمنع الناس من كشف حقيقة القطب الشمالي .
تم العثور في الموقع على اكثر من 500 قطعة كما تم التصريح به من ضمنها رصاص صدئ وهذا ما اثار الشكوك حول الاشياء التي اوجدت بالفعل ، لان الرصاص لا يصدأ ابدا ، و ووجود بعض المستندات المحفوظة جيدا اثارت الكثير من التسائلات عن محتواها ، المثير من الشائعات روتها صحف عديدة مثل صحيفة ديل ميل على ان دور القاعدة النازية في الشمال ليس بسبب معرفة احوال الطقس ولكن بسبب القطع الاثرية القديمة التي ظن النازيون ان لها طاقة غريبة او تحمل قوى خارقة.
الافكار التي أحاطت الرايخ الألماني:
عندما وصل ادولف هتلر الى السلطة ، تكونت له عدة افكار بخصوص انحدار الشعب الالماني من ما يسمى بالجنس الآري او العرق الآري ، و ان معظم الاختراعات كانت تنسب لهم لم تتلق الفكرة قبولا في المجتمع الاكادمي في العالم نظريات هتلر العرقية و ادعائاته حول العصور ما قبل التاريخ ، لذالك تم اطلاق معهد ابحاث ما قبل التاريخ و بمباركة النازيين الذي نظمه هيملر ، انطلقت بعدها العديد من الرحلات الاستكشافية عبر العالم و لكن الاهم منها هي الرحلات الاستكشافية الى انتاركتيكا و اخرى غير مكتشفة الى القطب الشمالي ، مع زيادة اللهف لمعرفة التاريخ المحذوف ، استمرت النازية الالمانية تحت قيادة هتلر بوضع قواعد عسكرية في كل من القطب الشمالي و القطب الجنوبي ، و الاسم الذي اطلق على القاعدة في الشمال كان اسما لم يتم اختياره عبثا ، بل كان له معنى واضح على ان هتلر كان يعلم جيدا حقيقة جنة الشمال التي توارثتها حضارات كثيرة ، و التي حكت عن جنة عدن التي سكنها ادم و زوجته ، و كل رواية تعزز اخرى ، لتخرج في الاخير بان القطب الشمالي كان بمثابة كنز دفين.
القوى الخارقة التي تحملها القطع الاثرية :
و في اطار التنقيب على الكنز الذي يحلم به هتلر للامتلاك القوى الخارقة التي يؤمن بها ايمانا كبيرا ، كانت اتجاهته مختلفة ، و هذه المرة ذهب مباشرة الى القطب الشمالي ، و بالظبط الى الكسندرا لاند و هي واحدة من جزر فرانز جوزيف لاند و تبلغ مساحتها 1050 كيلومترا مربعا و التي اكتشفت من قبل الملاح فاليريان ألبانوف وسميت نسبة الى دوقة روسيا الكبرى الكسندرا بافلوفنا ، تم انشاء القاعدة تحت اسم اصطياد الكنز ، وهو الكنز الذي هو مدفون في الشمال , و يحتوي على الكثير من المعادن من ضمنها الذهب و كذالك النفط و لا ننسى الثورة السمكية الكبرى ، و ايضا الايمان الكبير بالجنة التي توارتتها الحضارات و التي الهمت الرايخ الاماني ادولف هتلر و اللذي دفعه الى البحث اكثر و اكثر محطا رحاله و اعينه صوب الجنوب الى القارة القطبية الجنوبية انتركتيكا ، مجموعة من الوثائق السرية التي وجدت في القاعدة و المحفوظة جيدا ، تحمل اسرار القاعدة النازية التي لم يعرف حقيقتها ابدا ، حيث ان الروس بعد التنقيب في الموقع لم يذكرو شيئا مهما عن حقيقة تواجد القاعدة و ظل السر في الكتمان لكن ببعض البحوثات ، تبين على ان ادولف هتلر كان يحاول استعمار القطب الشمالي بعدما عرف اللغز هناك .
ahnenerbe مركز الأبحاث ما قبل التاريخ :
بعد انشاء المنظمة للابحاث التاريخية من طرف هيملر ، كان التاريخ اهم خيط يمكن للنازيين به ان يعرفوا اي شيء حول العديد من الاشياء التاريخية سواءا اسطورية او حقيقة تاريخية ، تعزز الايمان الراسخ للنازيين بالارض الخفية او الاسطورية هيبربوريا و مقابلاتها في الحضارات الاخرى شامبالا او اغارثا وهو نفس المكان الذي تكلمنا عليه سابقا ، لكن الحضارات اختلفت في التسمية و كل الدلائل التاريخية تشير الى مكان واحد وهو ما يعرف الآن بالقطب الشمالي او بلاد الالف اسم ، جنة الشمال الارض المقدسة التي كانت موضوع بحث العديد من الباحثين و منهم النازييون .
آمن هتلر بفكرة الارض المجوفة طبقا لما علمه من خلال دراسة التاريخ القديم على ان الارض ليست ارضا واحدة بل هي اراضي سبع و بحار سبع و اسطورة البحار السبعة. والارضي السبعة الهمت الرايخ الالماني للايمان بالارض المجوفة كفكرة تدعم تعدد الاراضي رغم ضعفها وقلة ادلتها ، حيث تمكن النازييون من تحديد مكان الجنة وهو في الشمال ، لذالك القاعدة النازية لم تسمى بذالك الاسم عبثا وانما بالفعل كان كنزا يبحث عليه لسنين .
الرحلات الاستكشافية الى مختلف المناطق :
في اطار البحوثات و الرحلات الاستكشافية للنازية كان النازييون بالفعل مؤمنون وبشدة باكثر من اشياء ، قام النازييون برحلات استكشافية الى التبت كان الهدف الاول منها العثور على أسلاف آريين في شامبالا وأغارتا والتي ظن النازييون في البداية انها مدن تحت جبال الهملايا ولكن هذا غير صحيح ابدا ، كما ان الرايخ الاماني صرح في مارس عام 1942 ،ان الهدف من الهجوم الصيفي بعد الهزيمة الشتوية بالقرب من موسكو هو الاستيلاء على جبل القوقاز ، رغم النظريات العقلانية لمثل هذا الفعل الا ان ذالك ابعد بكثير منا يتصوره اغلب الناس ، Elbrus هو اعلى جبل في القوقاز و تعني هذه الكلمة الجبل المتلألئ في اعتقادات النازيين اندمج هذا المفهوم مع الجبال الاسطورية لميرو إڤيستا و فيدا ، يعتقدون ان هذه كهوف داخل الجبال ولها مدخل سري في مكان ما في جبل القوقاز ، بالفعل تم اطلاق فرقة إديلويس وقامت بزرع اعلام الرايخ الثالث ، وتم ايضا بناء مطار تحلق منه طائرات استطلاع اعلى سفح جبل Elbrus ، عقبت بعد ذالك عدت رحلات وبحوثات غريبة عن قوى خفية في سلسلة الرحلات التي قامت بها النازية ، بل ايضا كان الاتحاد السوڤياتي محط انظار النازيين وخصوصا في شبه جزيرة كولا ذالك بعد اكتشاف حضارة قديمة هيبربورين ، وكذالك لم تسلم شبه جزيرة القرم ايضا اكثر عمليات بحث عن القطع الاثرية ، تاج الملكة القوطية و هو اكليل ارتدته الملكة القوطية الاسطورية فيديا ، وفي خريف عام 1941 عندما اقتحم الألمان شبه جزيرة القرم ، تم تجهيز الكنوز المخزنة في متحف كيرتش التاريخي والأثري للإخلاء. حيث تقول بعض الروايات ان طائرات المانية اغرقت السفينة التي كان على مثنها الاشياء الثمينة ولا تزال الكنوز مدفونة تحت المياه في مكان ما اسفل مضيق كريتش ، لم يتمكن الالمان من ايجاد اكليل الملكة و اختفى تماما عن الوجود .
من هو هتلر بالفعل :
كل هذه الاحداث تعطينا فكرة واضحة عن ما قد غسل و اتلف عقل الرايخ الاماني، وهو اكتشاف التاريخ ، واصطياد الكنوز الاسطورية و التاريخية شكلت هذه الدوافع شخصية قوية ارعبت العالم انذاك ، ان التشبت بالاشياء التي يؤمن بها بعض الناس يمكن ان تصنع منك وحشا يسير في الارض ، كذالك كان الرايخ الالماني ، وهاذا ما دفعه الى ان يطمح الى السلطة الكبرى وحكم العالم ، و لا جدال في ذالك كاد العالم ان يشهد ملكا من ملوك الارض مرة اخرى ، ولكن هذا لم يكن ليصبح ابدا ، فمعظم الافكار التي غلفت بصر هتلر لم تكن سوى اساطير بنيت على وقائع تاريخية حقيقة في الماضي ذبلت معالمها في العصر الحالي ، من جنة الشمال التي غرقت تحت الجليد وذبلت معالمها الى جبل قاف المحيط بالارض و التي ايضا تغيرت معالمه الى محرد جليد فوق الارض ، وعلى الرغم من ذالك فلقد كانت اكثر الاوراق التي غيرت مجرى التاريخ متعلقة بالسلطة و القوة و المال ، و اهم الاشياء هو القضية الايمانية ، فالايمان بالشيء يجعلك تنهش الجدران لتبحث على طرف الخيط .
كل هذه دوافع صنعت من هتلر الدافع القوي الى غزو العالم ، و الاستيلاء على الموارد الطبيعية و البشرية ، وذالك من اجل تحقيق ادعائاته القوية حول استحقاق الشعب الآري الحكم الكلي ، و ايضا تبني فكرة ان الشعب الآري اساس التكنولوجيا الحديثة ، و القوى الخفية او الخارقة التي يبحث عنها هتلر ايضا شكلت دافعا الى تطوير الصناعة ، القاعدة في الشمال لم تكن ابدا الأولى او الأخيرة بل كانت واحدة من قواعد كثيرة متمركزة خصوصا في القارة القطبية الجنبوية ، والتي الآن تحت الحراسة العسكرية خوفا من اكتشاف العالم للحقيقة الكبرى ، الحقيقة التي توعد بها الشيطان ، ونام عنها العميان .