افتح عينك وقل لي مذا ترى ، وكيف لغافل ان يرى وكل همه اتجه ناحية التفاهة ، العالم تغير كثيرا ولم نعد نسمع صوت الحق في الارجاء ، الناس تخلفت و اختارت طريق الحمقى ، وكيف تنير قلوب الناس وقد غلف الله قلوبهم وجعل عليها اقفالا ، اقفالا من حديد لا يمكن لغير الله ان يفكها ، اقفالا لا انس ولا جني يعلم مفاتيحها ، ولو ضللت تقول انها سطيحة لضحك كل من في الارض منك ، وسخرت الاشجار و الحيوانات منك ، اما الانسان فهو ابعد مخلوق سيصدقك ولن ترى منه الا النفور ، عجبت لهؤلاء القوم من الناس ، لا يقرأون و لا يستشعرون ، يفهمون ولكن لا يصدقون ، ينظرون بام اعينهم انها حقيقة ولكن دائما ما يغيرون الحقيقة ، ويعلمون انها موجودة في كتاب الله تعالى ، ويقرأونها ويتدبرونها ويعلمون ما هي ، ولكن دائما ما تجد اكثرهم للحق كارهين ، في زمن التفاهة الحق يبدو كمثل شعلة صغيرة في غابات كثيفة مضلمة ، و الناظر اليها كشمعة لا تضيء حولها شيئا ، انها دنيا غريبة اتعجب لها، ظننت انهم سيصدقون ، ظننت اني عندما سوف اخرج اليهم و اخبرهم انها عظيمة ممتدة على مد البصر لا ندري لها حدود ولا نعرف لها جنود سيصدقني الناس ، تعبت من الكلام ورويت ذالك في رواية ، لن يصدقها الا المستيقضون ، وكل من وجد نور الله طريقه الى قلبه سيدري ذالك ، اما التافهون ، التافهون التافهون ، لا تنتظر منهم ردا ذكيا او قولا حكيما انتظر فقط الخراب و كل من حولهم يقفون ، يتكلمون و يأكلون ويشربون ولكن لا يشعرون ، تعبت من الكلام و لكن لم امل منه ابدا ، سوف نستمر ويستمر زمن النسيان ، الذي نسي فيه الانسان ، ان الارض احتقرها الشيطان عظيمة كبيرة وان ما حولها وفيها هم اصغر الاشياء .
لتميز الحق من الباطل يا صديقي القديم في هذا الزمان ، انظر ماذا يحاربون ، لان كل شيء انقلب رأسا على عقب ، فالحق هو الذي يحارب في هاذا الزمان ، لذالك عندما تراه يحارب اعرف انه بالفعل كذالك ، وبهذه الطريقة فهمنا جيدا و عرفنا ان مصنع الوهم و الخداع ليس من انتاج البشر ، ولكن من انتاج مخلوقات اخرى ، مخلوقات يكاد الانسان ان لا يؤمن بها ، والانسان ينكر دائما ما لا يراه بالعين المجردة ، ولكن يصدق ما يهتف به في الصندوق الاسود ، غريب هذا الانسان ، انظر كيف تبدوا الاشياء حوله في هذا الوقت من الزمان ، يظن انه يعيش على فقاعة تطفوا في الفراغ ، وتدور بسرعات خيالية ، الا انه لا يشعر بها لان الجاذبية تقوم بتلطيف الاجواء وتخفف احساس الانسان فوق الكرة ، عجيب هذا الزمان الاشياء فوق الكرة قابلة للثبات اما فوق الطاولة فسوف تسقط من الحواف ، عجيب هذا الزمان فكرة رهبان منذ مئة عام غيرت مفهوما قديما منذ بداية البشر واصبح ما اصبح عليه الآن.
لعبة المتنورين الجديدة و انتشار الجدال العميق :
عندما لعبت عدة اوراق في ساحة كبيرة في عام 1994 وعلى مدى بعيد ، كانت من بين الاوراق الكثيرة التي لعبت هي ورقة غريبة ، مكتوب عليها بالجملة المفهومة ، الناس تضحك ، ولكن المسطحين يعلمون شيئا ما ، في اسفل الورقة مكتوب بلغة الانجليزية weird conservative ، وتعني باللغة العامية الشخص المحافظ او التقليدي الغريب ، ليست مجرد لعبة او ورقة عادية ، بل هي ورقة لعبت من اجل صنع الحدث الكبير الذي نعيشه الآن ، التضارب الأكبر في التاريخ و التكفير والتحريض ، نقاشات لا تنتهي وادلة في كل يوم لمحاولة اقناع الاشخاص بالحقيقة ، الا ان الحقيقة تأبى الوصول اليهم ، فخرج الكثير عن ملة الاسلام بسبب هذا الحدث ، تكفير المسلم لاخيه المسلم بسبب قضية محسومة في كتاب الله جعلتنا اكثر تفرقة من ذي قبل ، هل انت من المسطحين ام من الكرويين ، اصبح النقاش البناء محط سخرية احد الطرفين ، انت على حق و انا على حق فمن هو اللذي على باطل ، ان جدل حقيقة الارض هو صناعة بشرية بعدما علم العم الكبير ان الارض نظام مغلق ، ولتزيد الامر اهتماما ورقيا يجب على الشيخ و الفقيه ان يحايد في ذالك و ان لا يحسم الامر لتبقى سلسلة من المسلسلات التي اعتدنا ان نراها ايام صغرنا لا تنتهي .
تاريخ الارض المسطحة و حقيقتها :
الارض العظيمة الممتدة هو المفهوم القديم للارض ، منذ بداية الخلق ، كانت ترسم في خرائط القدماء كقرص فوق الورقة ، مرسوم فيه كل قارات ومحيطات العالم الحديثة ، لا تختلف الخرائط القديمة عن الحديثة كثيرا ، بل رسمت اجمل الاراضي و الانهار و نحتت افضل الرسومات بادق تفاصيلها ، علم الاقدمون قبلنا بكثير بل وتوارتوها ان الارض هي ارض ممتدة .
اسموها في ذالك الوقت وفي الزمن الغابر و في النصف المحذوف من التاريخ بالارض الوسطى ، وماذا تعني الارض الوسطى ، الارض الوسطى هو المسطلح الشهير القديم للارض التي يسكنها الانسان ، حيث ان الارض العظيمة المكونة من سبعة اراضين تمتد امتدادا على مدار القرص الكبير للارض ، وفي الوسط تقع ارض صغيرة مقارنة مع الاراضي الاخرى ، الارض التي يعيش فيها الانسان باعتبارها مركز الارض كلها ، تم استعمال هذه المسطلحات في عصرنا الحالي للاشارة الى حقيقتها في العصر القديم ، فمعظم الاساطير كانت لها خلفية تاريخية حقيقية .
الارض المسطحة في العصر القديم :
و في العصر القديم قبل ظهور فكرة الكرة الطائرة ، كان الناس يؤمنون بشدة ان الارض قرص عائم فوق البحر ، ترسخت هذه الفكرة وانتشرت كثيرا بين الحضارات القديمة ، حتى اليهودية وفي التوراة وجد اليهود ان الارض قرص مسطح ، وكما اظهرته اقدم خريطة في العالم ، وهي خريطة بابلية قديمة ، هي ايضا رسمت بشكل غريب ارتكز على الاشكال التي اتت بعده وهو قرص دائري مسطح ، يظهر بعض المدن المجاورة و الانهار في زمن الحضارة البابلية ، هكذا تم رسم خريطة العالم البابلي في القديم ، و كذالك رسمت خرائط عديدة مثله في جميع انحاء العالم ، ذكرت الفلاسفة القديمة مثل طاليس و اناكسيماندر و كزينوفانيس وغيرهم ان الارض مسطحة وحولها بحر عظيم ، كما ان الشعوب الاسكندناڤية القديمة حتى الألمانية قالت ان الارض مسطحة وتصور خرائطهم ارضا كقرص محاطة ببحر كبير تتوسط هذه الارض شجرة كبيرة تسمى ارمينسول ، في مختلف الحضارات القديمة صورت خرائط عديدة مركز الارض في القطب الشمالي الحالي بشجرة كبيرة و البعض رسمها على انه جبل كبير يسمى جبل ميرو او روبوس نيݣرا ، ويذكر العديد من الرحالة انه جبل مصنوع من المغناطيس ، ولكن كل الحضارات اتفقت على وجود جنة في ذالك المكان وان ذالك المكان هو مركز الارض ، بعد تغير الاوقات و الازمنة اختفى ذالك المكان تحت الجليد او تحت البحر ، لذالك صعب على المستكشفين الحاليين ان يعرفوا حقيقة ذالك المكان وان يدرسوه ، لانه من الادلة القطعية على تسطح الارض ، وهاذا ما انتظره الرجل الكهل الكبير لآلاف الاعوام ليخرج لنا بفكرة الارض الكرة ، لانه لا يمكن ان تثبت وجود ما كان في الخرائط في قديم الزمان ، ومن الاشياء التي انتهى وجودها او اختفى وجودها هو الجبل العظيم المحيط بالارض ، يسمى جبل قاف عند العرب لانه ايضا من الادلة الدامغة على تسطح الارض .
الارض المسطحة في الإسلام :
وفي الاسلام لم يكف الجدل ابدا حول شكل الارض بين العلماء ، فقال بعضهم انها كرة واجمعوا على ذالك كما قال ابن تيمية رحمه الله تعلى وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة ، ولكن خالفهم كثير من العلماء مثل ابن عباس في قوله ان الارض مبسوطة على وجه الماء اي ممتدة و مسطحة ، و ايضا قال الخازن رحمه الله و القحطاني في نونيته والكثير الكثير من الشيوخ و العلماء ، واغلبهم اعتمد على ما سمي في هذا الزمان بالتفسير الظاهري للقرآن ، وهؤلاء لم يكونو يعلمون ان هناك فرقة اخرى ستخرج في العصر القادم وتقول ان هناك تفسير آخر للقرآن ، تفسير ينفرد به الناس عن غيرهم ، تفسير سيظهر لنا الحقيقة ان الارض هي كرة ، وما هذا الا حيل من العهد القديم ، مورست على الكتب القديمة مثل التوراة و الانجيل ، ليبدل المفهوم الحقيقي للآية ويقلب ليظهر المفهوم الباطني له الذي هو في الحقيقة لا يوجد ابدا ، ومن هنا اخرج اللغز و التفسير في القرآن ، ولم تعد ايات بينات اصبحت ايات مبهمات تعالى الله عما يقولون.
الأرض المسطحة في العصر الحالي :
وفي عصرنا الآن اصبحت الارض المسطحة مثل الشيء الدخيل او الجديد في الساحة ، بينما نرى ان الارض المسطحة حقيقة توارتتها الاجيال ، جيلا بعد جيل ، ان الحقيقة يا صديقي القديم تمر من ثلاث مراحل و تستمر في حلقة غير منتهية في حركة دائرية ، المرحلة الاولى هي مرحلة الشك و التصديق تظهر كفكرة منطقية غير قابلة للانكار يشك الناس فيها في البداية ولكن سرعان ما يصدقونها ، و بعدها تنتقل الحقيقة الى الازدهار الكبير اي الانتشار الواسع و الايمان الراسخ بها بعدها تضمر الحقيقة وتختفي حتى تقترب من الموت ، وترجع الى ما كانت عليه وتستمر هكذا ، وهذا ما حصل بالظبط مع حقيقة الارض العظيمة ، بدأت كحلقة بسيطة وتقبلها الناس ازدهرت في العصر الاوسط للانسان و ذبلت في العصر الاخير للبشر وها هي ذا تنتشر مرة اخرى وبدأ يصدقها الناس ، وعندما يمر الوقت سوف تزدهر مرة اخرى و تصبح حقيقة لا مفر منها ، وستبقى على هذه الحال لان الحال الاخيرة هي على الحق الحال التي سوف تفنى عليه الدنيا ، لانه صراع بين الباطل و الحق و الحق منتصر لا محاله .
مذا زاد فينا عندما عرفنا الارض المسطحة :
وكما نذكر دائما و ابدا ونقول ، ان معرفة الارض المسطحة التي يتجادل فيها الناس ، ويقولون مذا يستفيد المسلم من معرفة شكل الارض ؟ ، وهذا سؤال غريب صراحة في زمن نرى كل شيء فيه غريب ، اسأل اكثر الناس الذين كانوا يؤمنون بالارض الكرة اسألهم وقل مذا تغير فيهم منذ ان علموا و آمنوا بحقيقة الارض المسطحة ، وسنجيبك نحن لنوفر عليك عناء السؤال ، وهو ان الانسان المسلم يدرك ان العظمة التي تكلم عنها الله تعالى و اتصف بها لا تكون بالحبة الطائرة بل بالارض العظيمة ، لقد ازداد المسلم ايمانا وعلما و زاد نور علمه بالله ، زاد الانسان معرفة بالله ، واستقامت الافكار التي كانت من قبل مترنحة غير مستقرة ، عندما يدرك الانسان ان الارض عظيمة مثل السماوات و يدرك ان عرضها عرض الجنة ايقن ان الارض كبيرة جدا فعلم ان الله كبير ، وعندما عرف ان الارض مستقرة استقر ايمانه وقلبه على الحق ، وعندما عرف ان الشمس و القمر اية من ايات الله و النجوم زينة ادرك جمال الكون وبهاذا علم جمال الخالق ، عندما عرف الناس ان الارض مسطحة تأكد الناس ان الخالق موجود ، و عندما علم الناس ان الارض نظام مغلق تأكدو ان الموت قادم لا محاله ، ان الارض المسطحة تعلمنا اشياء كثيرة لا يمكن ان نحصرها في كلمات صغيرة ، الارض العظيمة الممتدة تعطيك شعورا داخلي بقوة الايمان و حلاوة القرآن عندما تقرأ عن ارض الله ، تفهم جيدا عماذا تتكلم ، وعندما عرف المؤمن حقيقة الارض العظيمة ، مباشرة سهل كلام الله في قلبه و اصبح التدبر اسهل بكثير ، اغلب الناس لم تعد تنظر الى القرآن بنظرة الخوف من ان يخطأ ، لانه علم ان القرآن سهل التدبر لان الله اخبر بذالك ، و اللذين يذكرون يقولون هل سنحاسب على ايماننا بالكرة الطائرة ، وهذا سؤال غريب في زمن غريب فيه كل شيء ، انك كمن تسأل هل سأحاسب على فعل الذنوب و المعاصي ، وهل الايمان بالارض الطائرة في الفراغ ارتكاب ذنب ، بطبيعة الحال هذا من الذنوب لانك غيرت خلقا من خلق الله واتسهزئت به و احتقرته ، قال الله عظيمة وقلت انت حبة في فراغ ويا ليتك التزمت الصمت ولكن بدأت تدافع على ذالك و اغرقت الكثير في دوامة الجهل ، فالله تعالى سيسألك الم نجعل الارض مهادا و الجبال اوتادا ماذا سيكون الرد ، فاعد للسؤال جواب ، ان المؤمن يدرك جيدا هذه الحقيقة بل ويستمتع بها كحقيقة ، يأمن وبشدة و يدرك ذالك داخل قلبه انها كذالك ، عكس الذي ينفر منها ويؤمن بشيء اخر ، دائما يدخله الشك في اي لحظة ، وله اميال عديدة من السطور ليبحث في سؤال واحد قدمه شخص يؤمن بالارض العظيمة ، ولن يثبت شيء لان الباطل باطل ولن تجد ابدا الجواب على ذالك في فقاعة في فراغ .
انه من السهل علينا ان نتكلم عن ارض الله العظيمة ، ونشرح كيف هو نظامها ، اغلب المؤمنين بالارض العظيمة يعرفون حركات النجوم و القمر و الشمس ويمكنه حساب الشهر بدون الاعتماد على اي وسيلة متطورة ، ويمكن ان يعرف الساعة و الوقت بالظبط بدون الرجوع الى ساعة يده او هاتفه ، واذا تعمق اكثر فسيعلم ابراج السماء ويستخدمها في حساباته الفلكية ، و الحقيقة الكبرى هي انه سيعلم جيدا مصادر الاشياء بالاعتماد فقط على القرآن ، يمكنه ببساطة ان يستغني عن التكنولوجيا التي يفرح بها الجاهل ويعتمد عليها اعتمادا كليا ، ان المؤمن بالارض المسطحة باختصار شديد عالم غير جاهل ، و يزداد الاشخاص المؤمنون بها كل يوم علما. لا تتوقف الاشياء من النمو بل تستمر في ذالك ، وقضية الفقاعة في الفضاء بدأت بالذبول .
حرر من طرف نيسي 14
اي خطأ املائي يرجى اخبارنا به لكي نصلح الامر وشكرا !