وثائقي معمر القذافي : الحقيقة الكاملة والقصة الحقيقة لدليل المقاومة (الاحمق ليس احمقا في النهاية)

 


"عندما كنا صغار العمر و العقل ، كنا نرى ولا نسمع ، كنا نصدق اي شيء ، حتى تم اقناعنا بان الشر هو الخير و العكس صحيح ، فتم غسل ادمغتنا بنجاح ، الاهل و الاصدقاء وجميع الافراد انغمسوا في الوهم و الخداع وانتج وعي خاطئ بالحقائق التي كانت واضحة للكل ، فاي خير سيأتي من الغرب و الخير كله انزل على امة الاسلام ، و اي خير سيأتي من الغرب و الخير كله موجود في القرآن ."

قالوا عنه احمق و مجنون ، وبطبيعة الحال اي شخص يأتي مع الحق يقال عنه شاعر او مجنون ، فتكلم عن ارض الله العظيمة و انظر كيف ينظر اليك الناس ، تكلم عن السماوات العلى وانظر كيف يرى الناس تكلم


عن القرآن و انظر كيف يضحك الناس ، وها هم الآن يضحكون بكاءا على فقدان ركيزة من ركائز المقاومة العربية للصهيونية العالمية ، فلقد صدقوا الغرب و كذب القريب ، فتعالو يا ايها العرب نرى كيف بدأت الأحداث التي جعلت من مُعمّر محمد عبد السلام القذّافي يقتل على يد الصهيونية العالمية من اجل اسقاط الامة العربية وشلها للمرة الاخيرة .

معمر القذافي في صغره:

ولد معمر محمد عبد السلام القذافي في منطقة سرت في 7 من يونيو عام 1942 ، وينحدر من قبيلة القذاذفة وهي من اكبر القبائل اللليبية ، ارسل أبوا منيار والد القذافي ولده الى بلدة سيرت لاكمال الابتدائية هناك عام 1956 ، ثم انتقل بعد ذالك الى مدينة سبها الجنوب .

خلال فترة دراسته ، كانت له رؤيا سياسية غريبة و دراسة عميقة لما يدور من احداث ، وخصوصا وانه حضر لاحداث هامة هزت الامة العربية في ذالك الوقت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، فتميزت تلك الاحداث بالاستمرارية المتتالية ، مثل الحرب العربية الاسرائلية عام 1948 و التي خسر العرب فيها كل شيء ، وكذالك الثورة المصرية عام 1952 و الكثير من الاحداث الغريبة المنكبة على العرب خصوصا ، فكان معمر القذافي يميل لما هو سياسي خصوصا لما يقع في جمهورية مصر العربية تحت رئاسة جمال عبد الناصر الذي كان مثل المعلم الأكبر لمعمر القذافي ، فتشاركت الافكار و الاهتمامات التي شكلت العالم العربي عامة و ليبيا و مصر خصوصا ، فأصبح معمر القذافي ذو نهج و حنكة قيادية تزعمية في 14 من عمره ، فأصبح معمر القذافي تحت انظار السلطات تهديدا بسيطا داخل مدرسته انذاك مما ادى الى طرده من المدرسة عام 1961 وامرت اسرته مغادرة سبها انتقل بعد ذالك الى مصراتة ليكمل دراسته الثانوية ، طالع معمر القذافي بل وتعمق في كثير من المواضيع العميقة التي كانت سببا في تغيير العالم و تغيير بلاد العرب ، فكان قد درس حقائق الثورة الفرنسية عام 1789 و ايضا تعمق في الشخصية المشهورة مصطفى كمال اتاتورك ، وتأثر كثيرا بسيرة عمر المختار ، كان معمر يرفض اي شيء متعلق بالطوائف و التطرف ، فاصبح معمر القذافي ذو وعي عام بالأشكال المختلفة لاسقاط النظم المراد اسقاطها من خلال الخطط المدروسة التي كانت واضحة للقذافي بعد دراسته العميقة في هذا المجال ، عرف القذافي ان هناك نظم قيادية او مخابراتية سرية تحرك العالم وخصوصا نشاطاتها داخل العالم العربي ، فعرف ان العرب يوما كانوا اشد قوة متحدة في العالم ، تقوم على المنهج الديني الاسلامي وترفض تماما اي تدخل غربي لانهم يعلمون جيدا ان الغرب لا يرضى بالعرب كقوة قيادية او حتى قوة صغيرة ، مما ادى الى انتاج الثورات بين المسلمين لاسقاط الامة التي اسماها القذافي امة مشلولة .

معمر القذافي في الجيش :

ترك معمر القذافي الدراسة وذهب للانضمام الى الجيش في عام 1963 ، بدأ يتلقى التدريبات العسكرية في الاكاديميه العسكرية الملكية في بنغازي مع اصدقاء تبين عل انهم يتشاركون نفس الانظار السياسية ، بدأ تحرك القذافي باستعمال الجيش كوسيلة و جمال ناصر كقدوة واسس اللجنة المركزية لحركة الضباط الاحرار ، كانت اللقائات التي يعقدونها سرية جدا وتمويل اللجنة كان يتركز بالاساس على رواتبهم الخاصة ، كانت للقذافي رغبة ثورية لاسقاط النظام الملكي المطلق للملك ادريس ، حاول القذافي بحنكته السياسية استعطاف الناس لتشجيعه وجمع المعلومات الاستخباراتية و تطوير اتصلاته معهم ، رغم العلم التام بتحركات القذافي خلال تكوينه في المدرسة لم تعر اجهزة الاستخبارات اي اهتماما به ، ونظرو اليه نظرة ضعيفة ورأوه تهديدا صغيرا ، وفي عام 1965 تخرج القذافي ليصير ضابطا في وحدة الاتصلات في الجيش الليبي .

بعد ان انضم رسميا القذافي الى الجيش ، كون مجموعة الضباط الوحدويين الاحرار ، وبدأ الترتيب للأحداث الانقلابية التي كان القذافي يخطط لها ، وكذالك حصل ، تلعب ادوار عديدة قبل الانقلاب ، وانتهز القذافي الفرصة الحقيقة التي كان ينتظرها ليسهل عليه الامر ، تقول بعض المصادر ان القذافي كان يتعامل بسرية مع بريطانيا و امريكا للاطاحة بالحكم الملكي ، ولكن هذا مجرد تشويه وتغطية لاحداث المقاومة ، واخذ على دليل ذالك لاثبات العلاقة بين القذافي والحكومة الأمريكية و البريطانية وهو مغادرة السفير الامريكي ديڤيد نيوسم نهائيا في شهر يوينيو عام 1969 و كذالك السفير البريطاني رودريك ساريل هو الآخر في يونيو عام 1969 ، كما ان امريكا قبل الانقلاب قامت بجهد غريب و غير عادي في بناء شبكة الاتصالات الاسلكية المخصصة لاجهزة الامن والجيش وتوحيد البث الاداعي ، ولكن هذا مجرد خداع ، فكما اشرنا سابقا معمر القذافي كان يعلم تمام العلم خطة امريكا وبريطانيا وفرنسا اتجاه العرب منذ اسقاط العثمانيين في الحرب العالمية الأولى ، وقدر درس القذافي الحركات الهادمة في الشرق الاوسط و كذالك عرف جيدا الايادي الخفية وراء الثورات في اروبا و ايضا الاصابع المتحكمة في الدول العربية وعلى رأسهم امريكا ، ومما يزيد التأكيد على ان القذافي لم يكن ابدا متواطئا مع الكيان الغربي الصهيوني هو الانقلاب الذي سمي بالثورة البيضاء ، حيث انه تم في سلم بدون اي عنف او قتل ، فترك القذافي ادريس حتى سافر الى تركيا و اليونان لقضاء الصيف وجعل تلك فرصته التي لن تتكر , احتل القذافي المطارات و مستودعات الشرطة و محطات الاذاعة و مكاتب الحكومة في طرابلس وبنغازي ، وتم اعتقال ولي العهد حسن الرضا المهدي السنوسي ، واجبر على التخلي على العرش ، والغي النظام الملكي اعلن القذافي على الجمهورية العربية الليبية مخاطبا الجماهير عن طريق الاذاعة واعتبر القذافي انقلابه ثورة و سميت في ما بعد بثورة الفاتح .

معمر القذافي زعيم الجمهورية الليبية:

بعد تولي القذافي زمام السلطة المطلقة على ليبيا بدأ بزعزعة النظام الصهيوني الداخلي في البلاد الذي علم انه جرثومة العرب التي جعلته يصبح مشلولا وغير قادر على المقاومة ، فكان القذافي رمز المقاومة العربية انذاك حيث انه اغلق على الفور القواعد العسكرية الامريكية و البريطانية ، وصرح القذافي للمسؤوليين الغربيين ان شركاتهم سوف تقفل وسوف ييطردون ويمنعون من الاستثمار في حقول النفط في ليبيا ما لم يشاركوا في العديد من العائدات ، ولم يكن أمامهم سوى الامتثال ، زادت حصة ليبيا من 50% الى 79% في كانون الاول عام 1969 ، غير القذافي كل شيء في لبيا واعتمد تقويما خاصا به ونهى عن بيع الكحول وطرد كل المستوطنين الايطاليين الباقيين ، واعلن جهارا حقده و غضبه على الصهيونية كيف لا وقدر عرف خططها داخل الدولة ، فاخذا كل يهودي وطرده من ليبيا وعين اقربائه و اصدقائه واعاطهم السلطة ، جعل القذافي القضية الفلسطينية من اولوياته ، وبدأ دعمه لها بتسليح تنظيمات مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

اهتم القذافي بتطوير علاقاته مع روسيا وحتى انه وقف مع الاتحاد السوڤياتي خلال الحرب الباردة ، ادى ذالك الاهتمام و الافكار المتشاركة بين البلدين الى توطيد العلاقات ، فبعد ان توقفت القوى الغربيةبيع الاسلحة الى ليبيا عام 1974 تم بيع اول الاسلحة السوڤيتية في ديسمبر عام 1974 ، كانت العداوة الغربية تشمل البلدين وكانت الافكار المتشاركة حول انهاء العلاقات مع الكيانات المعادية انذاك .

بداية المؤامرة :

علمت امريكا و القوى الاخرى المعادية للسامية ان ركيزة اخرى من ركائز المقاومة قد نهضت و انها في طريقها الى زعزعت الكيان الصهيوني في فلسطين ، و التحكم الكامل بالنفط واجبار الشركات الغربية على رفع ضريبتها ، مما ادى الى الربح الكبير للدولة ، جعل القذافي الشركات الغربية داخل بلاده تحت تصرفه مباشرة ، وبدأت القوى الغربية ترى انه خطر حقيق على اصابعها التي وضعتها داخل العالم العربي ، لاستنزاف ثرواته ، لذالك سوف يؤدي هذا حتما الى رفع الستارة الزرقاء عن العالم العربي وبداية الاتحاد بين الدول العربية مرة اخرى ، وكان بالفعل هذا مقصد القذافي ، فلقد حذر مرار وتكرار من الغرب في خطابات كثيرة ، وقال ان الغرب يريد ان يشل هذه الامة ، ويريد ان يجهلها و ان يستنزف خيراتها ، وزاد على ان المطامع الصهيونية في فلسطين ليست الا وسيلة للمرور الى مصر فهذا مقصدهم في الاساس ، جعل القذافي حواراته الخارجية للشعب الليبي تهديدا واضحا بصوت يسمعه الكثير في دول الكعكة ، ولكن من يستمع الى الكلام ، فالكل قد تم تسميم عقله بعد ان انتخب الرئيس الامريكي رونالد ريغان رئيسا للوالايات المتحدة الامريكية وبدأ التدخل الشفهي في امور الشعب الليبي الذي لا علاقة له بالامر لا من قريب ولا من بعيد ، وبدأ يخرج بتصريحات للعالم يتكلم فيها عن استعمال القذافي لأسلوبه المتشدد وانه طفل رضيع لدى الاتحاد السوڤياتي ، الا ان هذا ليس الا اسلوب رديئ انطلى على الكثير لتشويه سمعته و زعزعة استقرار البلاد .

بدأت المنواشات بين ليبيا و امريكا في ما اسميته خدعة شيطانية رديئة ، علم القذافي ان امريكا تريد حشر انفها داخل شؤون البلاد رغم بعدها ، وبدأت تبحث عن طريقة لدخول حرب مسلحة لانها كانت تعلم جيدا ان ليبيا سوف تنهال تحت رصاص القوى الغربية كلها ، اعلن القذافي ان خليج سيرت جزء من مياهها الاقليمية ، وهذا ظاهري لانه داخل حدودها البحرية ، لكن امريكا خرجت بتصريح وحدها وذكرت على ليبيا لا تملك المقومات للسيطرة على هذا الخليج ، ولكن هذا مجرد وسيلة لنشب الخلافات بين البلدين ، وان مسعى امريكا من كل هذا هو سرقة ثورة البلد وليس فقط ليبيا بل سائر الدول العربية ، قامت امريكا برئاسة رونالد ريغان باستخدام الطعم لجعل ليبيا تدخل حربا مع امريكا الذي كان مخططا له سابقا خوفا من القذافي وعلمه و الاسرار التي كان عرفها ، فقامت امريكا بنشر قواتها البحرية في البحر الابيض المتوسط ، وبدأت تجري مناورات وتعمدت خرق المجال الجوي لخليج سرت ، وكان هذا هو البداية لحرب بين الدولتين ، في عام 1980 قامت طائرة ليبية باطلاق صاروخ نحو طائرة تجسس معادية في خليج سرت لكن لم يصبها ، ولم تقم امريكا باي رد فعل ابدا ، وفي 19 اغسطس عام 1981 بدأت مواجهات عسكرية بين البلدين فوق الخليج .

لفقت امريكا وادعت ان القنبلة التي انفجرت في ديسكو لابيل في برلين التي ادت الى مقنل جنديين امريكيين وامرأة تركية و جرح 22 آخرون الى ليبيا ، مما يظهر على ان امريكا بطريقة او بأخرى ارادت ان تجعل ليبيا او بالاحرى معمر القذافي زعيم الارهاب و المجرم الذي يظنه الناس ، وذالك بانها قد حصلت على نسخة برقية من عملاء ليبيين في المانيا الشرقية شاركوا في الهجوم ، وهذا بطبيعة الحال مجرد ادعاء لا علاقة للبيين بالقنبلة فهذا مجرد خطة مرسومة للعالم العربي ، لتثبيت العرب عند دخول امريكا الحرب مع ليبيا ، ومن اهم دلائل الخطة الكبرى التي رسمتها القوى الغربية هي استعدادات سرية قبل الهجوم على ليبيا ، فلقد تلقت القوات المسلحة العشرون المتمركزة في قاعدة RAF Upper Heyford امرا سريا للقيام بمحاكاة مهمة هجومية في 18 اكتوبر عام 1985 باستخدام 10 طائرات طراز F-111Es تم المهمة بنجاح ، وقامت امريكا بتسليم 30 طائرة من طراز F-117S الى القيادة الجوية العسكرية الامريكة في افريقيا التي لم يكن لاحد علم بها ولم يعلم اي احد عنها ، فلقد كانت مشروعا متطورا سريا .

أمريكا المسعورة:

في 15 من أبريل عام 1986 قامت 66 طائرة امريكية بشن غارات وقصف العاصمة الليبية طرابلس ومنطقة بنغازي ، ولكن الصدمة الكبرى هي ان امريكا لم تستهدف فقط القواعد العسكرية بل استهدفت ايضا المجمعات السكنية ، وقتلت مدنيين كثر وبررت ذالك بان ما تم القيام به قد قام به القذافي زعيم الارهاب في الولايات المتحدة الامريكية .


استمر الهجوم على الدولة الليبية خصوصا على زعيمها القذافي ، اتهمت الشرطة البريطانية ليبيين بتفجير الرحلة 103 لطائرة بن ام ، وطلبت القذافي بتسليمهم في عام 1991 ، فرفضت الدولة ذالك وبدأت العقوبات الاقتصادية ضد ليبيا ورغم المعارضات العديدة من الدول الافريقية للعقوبات الا ان ذالك لم يحد من الخلاف ابدا .

لم يترك القذافي تلك الخلافات و الحوادث تشعره بعدم تحقيق مراده و الذي كان واضحا للكل وهو جعل افريقيا عالم مثاليا وموحدا بعيدا عن المعاونات الخارجية ، ودعى الى تأسيس الولايات المتحدة الافريقية ، دعى القذافي الدول الى التحاد و التبادل التجاري و النهوض بشعوبهم و فرض جواز سفر واحد وعملة واحدة ، كانت افكارا لو تم تطبيقها في ارض الواقع لكان من المستحيل ان يتفوق الغرب ، ادرك القذافي ان ما يريده مستحيل لانه علم ان الغرب قد اطاح بالدول العربية وان ما يقوم به ليس الا مياه مسكوبة في رمال صحراء ، فلقد عرف ان زعماء الدول العربية متآمرين مع الغرب ومتواطئين معه ، وبالفعل فلقد قامت عدة دول بما فيها المغرب بالتواطئ مع الكيان الصهيوني بل وحتى قيام دولة عميقة داخل الدول العربية خصوصا المغرب ، وذالك من اجل خلق جسر لثروات افريقا للذهاب مباشرة الى اروبا ، علم القذافي ان هذا ما يحدث فعلا وقام بالفعل بإعلان هذا في مؤتمر القمة .

ما حدث بعد ذالك قد يكون احد اكثر الخطط المحبوكة في قيام الثورة الليبية عام 2011 ، ولكل ثورة تقام خطط تسبقها ، فما هي اهم دلائل دخول اصابع اليد الغربية في الثورة الليبية ، كل هذا سنعرفه في الجزء الثاني ان شاء الله تعالى .



حرر يواسطة نيسي14

قد تجد بعض الأخطاء الإملائية المرجوا ابلاغنا لنصلح الأمر .

إرسال تعليق

أحدث أقدم