القرآن الكريم ، وحقيقة التعاليم الباطنية و الفهم الجديد المواكب للعصر الحديث .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني اخواتي الكرام هذا الڤيديو احد اهم الڤيديوهات في حياة كل مسلم ، وقد يجده البعض ممن نشأو على الأفكار الدينية الجديدة متعصبا او متطرفا او غير ذالك ، لذالك سنقول الحق و ما بعد الحق الا الظلال .


لقد تكلمنا سابقا في حلقة لغز تفسير القرآن وتطرقنا لأشياء كثيرة والكثير و الحمد لله فهم الرسالة التي كتبناها لكم في الموضوع ، وهذا الموضوع الذي ستسمعه الآن هو تتمة ان شئت ان تقول للموضوع الفائت ، وانك ان شاء الله رب العالمين ستخرج كل الافكار الضالة من عقلك وتبدأ افكارك انت التي سوف تنفرد بها عن غيرك وسترى اشياء لم تراها من قبل ، لذالك افتح قلبك للقرآن واسمع كلام البيان .


كعهد كل الكتب التاريخية التي انزلت على الانبياء تعرض معضمها للتحريف وكان الكتاب الوحيد الناجي منهم هو القرآن ، الذي تكفل الله بحفظه ، وجعله هدى و رحمة للعالمين ، كل شخص ينار طريقه بالقرآن كل الناس تشفى بالقرآن كل الناس تتعلم بالقرآن طبعا كل ما قيل سابقا لمن اراد ذالك ، واي شخص لا يريد ذالك ؟ الا من لم يجد حلاوة الإيمان .

فالقرآن كما قلنا يا اخوتي من المستحيل ان يحرف او ان يبدل او ان يأتى بمثله ابدا ، الا ان تسميم عقول الناس ليس بالضرورة تسميم كتابهم الوحيد الذين يعتدمون عليه في كل شيء ، قد يأتي شخص ما يدعي الفهم و المعرفة و العلم ويبدأ في اخراج ما يسمى بالفهم الباطني .

ما معنى الفهم الباطني ، هو مصلطلح ليس بجديد وقد كان منذ قديم الزمان ، كمحاولة اخراج كتب تسمى الفهم الباطني للكتاب المقدس الفهم الباطني للتوراة الفهم الباطني للقرآن اي المعنى الظاهري للكلام ليس الا لعامة الناس اما باطنه هو للعلماء الذين اختصهم الله بذالك الفهم ، هذا الذي يسمى الفهم الباطني ، وهو حاليا المفهوم الحديث للقرآن الكريم وعليه خرج الكثير ممن يسمون بالعلماء ، ويدخلون الفلسفة القبلانية اليهودية في القرآن الكريم.

القرآن الكريم يقول العلماء ان فهمه و استنباطه للعلماء فقط اما قراءته هو لعامة عامة الناس ، هذا الفكر مؤخرا قد داع كثيرا وانتشر في امتنا التي شلت تماما بعد ما قاموا به من تحريف و تزوير للقرآن ، فكيف اذا ظهر هذا الذي يسمى الفهم الباطني للقرآن وما علاقته بالجهل الحديث .

تكاد لا تخلى مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بشيوخ و علماء كثر يتكلمون عن القرآن و الفهم الجديد او الحديث ، ويذكرون ما نهاه الله في آيات كثيرة و ما نهاه عنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو كتمان الحق وعدم قوله ، كتمان العلم و عدم اخراجه ، فالذي يكتم الحق هو لا يريد ان تصبح اهلا للحق ، يريدون بطريقة او بأخرى ان يصعبوا القرآن الكريم في اعين الناس وهو بالفعل ما اصبح عليه حالنا ، فاصبح الفيسبوك و من هم في نسبه مشتركون ، مليئا بالڤيديوهات التي تخدر العقل بداية بأفكار اعجازية للعقل ، تخدره وتجعله يتكاسل عن طلب العلم ، يتكاسل عن البحث في امور الدين ، الدين الذي هو للجميع وليس حكرا على احد ، في امتنا الاسلامية المشلولة بالجهل ، الجاهل يريد ان يزداد جهلا ، و العالم يريد ان يزيد الجهل في امته لكي يقال عنه عالم.

الباطنية لم تكن ابدا نتاج الفرق الباطنية مثل الاسماعلية و الاثنا عشرية او القرامطة او اي من الفرق الاسلامية التي اتخذت منهجا لها لوحدها على حسب فهمها للنصوص الدينية والتي ظنو ان الله خصهم بفهمها ، بل كانت وليدة العصر القديم خصوصا عند نزول الكتب السماوية ، وظهرت الباطنية عند اليهود عند نزول التوراة وتكونت عدة فرق كثيرة ، واختص اليهود بالفهم الباطني للتوراة لعدة قرون كثيرة ، وكان ذالك من بدايات تحريف الكتاب ، وكانت اهم هذه الفرق التي استعملت الفهم الباطني هي القبالة اليهودية قبل ان تتحول الى فلسفة عالمية، و ايضا الكتاب اليهودي التلموذ الذي هو ايضا يقوم على التفسير الباطني للدين بصفة عامة .

 الفهم الباطني للقرآن او الفهم الجديد هو ان القرآن لا يمكن لي او لك ان تفهم القرآن او ان تستنبط احكامه ، وهذا الكلام بالتحديد فيه تفرقة بين المسلمين ، تجعل للمسلم غرفة صغيرة لا يمكنه التقدم للأمام بأفكاره الخاصة التي كان يطمح يوما في ان يريها للناس ، وقد تكون عجيبة وغريبة على قلوب الضعفاء الذين ظنوا ان كلام الله باطنه شيء ، فهل حقا كلام الله باطنه شيء ام ان الانسان وصل لمرحلة تكلم عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النوبي الشريف قالوا يا أبا هريرةَ حدِّثْنا حديثًا سمعتَه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فقال : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقول : أولُ الناسِ يُقضى فيه يومَ القيامةِ رجلٌ أتى به اللهُ فعرَّفَه نِعَمَه فعرَفَها ، فقال : ما عملتَ فيها ؟ فقال : فقال : قاتلتُ في سبيلِك حتى استُشهدتُ ، فقال : كذبتَ إنما أردتَ أن يقال : فلانٌ جرئٌ فقد قيل ، فأمر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقيَ في النارِ ، ورجلٌ تعلَّمَ العِلمَ والقرآنَ ، فأتى به اللهُ فعرَّفَه نِعَمَه فعرَفَها ، فقال : ما عملتَ فيها ؟ قال : تعلَّمتُ العِلمَ وقرأتُ القرآنَ ، وعلَّمتُه فيك ، فقال : كذبتَ إنما أردتَ أن يقال : فلانٌ عالمٌ وفلانٌ قارئٌ فقد قيل فأمر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقيَ في النارِ ، ورجلٌ آتاه من أنواعِ المالِ فأتى به اللهُ فعرَّفَه نِعَمَه فعرَفَها ، فقال : ما عملتَ فيها ؟ فقال : ما تركتُ ( ذكر كلمةً معناها ) من سبيلٍ تحبُّ أن تُنفقَ فيه إلا أنفقتُ فيه لك . قال : كذبتَ إنما أردتَ أن يقال : فلانٌ جوادٌ فقد قيل فأمر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقيَ في النارِ . 

وهذا بالظبط ما يحصل الآن فالفقهاء لا يريدون ان يناقشوا الناس حبا واغترارا بانفسهم و لا يحبون ان تأخذ مكانهم في العلم لانهم لا يحبون ان يقال عنك عالم ، الناس اصبحت مريضة بالالقاب حتى صارت تقول ان القرآن فهم معانيه واستنباط معانيه فقط للعلماء اوليس الله من قال في كتابه الكريم مكررا اياها 4 مرات في سورة واحدة قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ، هذا يعني ان القرآن ممنوع من المجاز وومنوع من ما يسمى باطن الكلام ، هذا كلام الله بين واضح ، يريدون ان يجعلوا القرآن صعب الفهم بطريقة او بأخرى ليزداد الناس جهلا ، لان طريق الله الذي اتخذها الناس ليكسبوا نورا هي افضل طريق ، افضل طريق للعلم هي ان تأخذ طريق الله فيه كل شيء ، لذالك لا يريدونك ان تحصل على كل شيء .

فظهور الباطنية في القرآن الكريم هي شيء حديث تقريبا ، لان الفهم العملي للقرآن اصبح حكرا على فئة خاصة يسمون انفسهم الباطنيين وظهور هذه الاشخاص قد كثر كثيرا في هذا الزمان ، هؤلاء الاشخاص يستعملون اساليب غريبة في فهم القرآن لانتاج المعنى الباطني، لان مثل هؤلاء الاشخاص يظنون ان كلام الله تعالى ينقسم الى قسمين قسم يفهمه جميع الناس وقسم يفهمه فقط المختصون في القرآن ، اي مثلا اذا اخذنا آية مثل قول الله تعالى في سورة العنكبوت بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) ، فهذه الآية يقوون لا تحمل معنى واحد بل تحمل معاني كثيرة وهو ليس المعنى الذي فهمه الكل من قرائتها بل معناها مخفي ولا نستيع رؤيته اما الباطنيين فهم يعلمون ما هو مخبأ وراء السطور.

وهكذا يا اخوتي انتج الخجل من الحق و الخجل من التكلم في امور الدين ، ففي الحوارات الآن اصبح المختص هو الوحيد الذي يمكن ان يتكلم في الدين ، اما الاشخاص مثلي ومثلك فهم ليسوا باهل للكلام عن امور الدين او امور القرآن الكريم ، ان القرآن الكريم اصبح له اهل اختصاص وهذا سم زرع في الناس ليضلوهم ويجهلونهم في امور الدين ، فاصبح الشخص يجهل كتاب الله ، فلا يكاد يستوعب كلام الله ، فيبدأ بالخروج من ملة الاسلام ، استعصى عليه الامر ، من اسباب الجهل هذه الايام هو جهل الناس القرآن ، لانهم نشأوا على فكرة ان القرآن له اهل اختصاص ، القرآن للكل و العلم للكل ، فمعظم الناس لا تريد ان تنار بالعلم الحقيقي ، الذي هو في القرآن ، ونظر الاشخاص الى القرآن في هذا الزمان نظرة الخائف الحيران.

ان الحقيقة المغيبة عن عقول الناس ، هي ان غرض انشاء الفهم الباطني ، والذي استنتجناه من خلال الدراسة الطويلة التي اجريناها هو ان يستمر الجهل بين المسلمين ، ان هذا القرآن شامل لعلوم كثيرة تنور العقل تجعله بارع في ما يديره ، فهو مصدر ازدهار الحضارة الاسلامية قديما ، بهاذا القرآن اغتنى افضل البشر على الاطلاق بهاذا الكلام اغتنى النبيؤون قبل محمد صلى الله عليه وسلم، بكلام الله ينار طريق الانسان ، انها طاقة غريبة مصدرها كلام الله عز وجل ، تنور العقول تجعل العقل البشري ذو وعي كامل ، تدفعه الى الرؤية البعيدة ، فقط الشرط هو ان تجعل القرآن طريقك نحو العلم ، فعلم القرآن هو ركيزة العلوم الاخرى.

لماذا لا يريدون ان ينار الانسان بالعلم الحقيقي ويحاولون بشتى الامور انتاج الافكار الباطنية للمعتقدات الشيطانية في عقول الاطفال ، فيكبر الطفل على الاعتقاد الخاطئ ، لماذا الذي اتاه الله العلم يخفي علمه يكتمه ولا يقوله ، لماذا الناس لا تقول الحق وتخجل منه ، ان القرآن يا اخوتي الكرام كتاب هدى للعالمين بدون استثناء كنت اعجميا ام عربي كنت اسودا ام ابيضا القرآن لك ولا احد يستطيع ان ينافسك في هذا ، انت لديك دين وهذا الدين في القرآن الكريم ، لا يوجد تفاسير باطنية او مجازية في القرآن كله آيات بينات واضحات الا من ابى الاقرار بهاذا ، فهو قرآن عربي انزل على لسان اشرف الخلق و المرسلين ، انزله الخالق الكريم ، وان المحاولات كلها لتجهيل الشعوب تستخدم هذا الاسلوب ، والي اخبرنا به الله عز وجل ، اخبر الله عز وجل ان هنا فرق من الناس يفهمون القرآن يعقلونه ، بل وانهم يؤمنون به ويعلمون انه من عند الله ، ولكن يحرفونه ويجعلونه باطني ، قال تعالى في سورة البقرة أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) .

ونقول في كل ما جاء قبل ، ان الفهم الحديث للقرآن هو سم يغرس الآن في الأطفال الصغار ويغرس في الكبار ايضا ، ان الجهل كله جهل الناس دينهم ، ولمحاربة الجهل وجب علينا كلنا ان نعرف ديننا الذي هو حبل الله المتين ، الذي اذا اعتصمنا به لن نضل ابدا كتاب الله وسنة نبيه الكريم .



كتب وحرر من طرف نيسي 14


قد تجد بعض الاخطاء الإملائية المرجوا تنبيهنا لنصلح الامر وشكرا !


إرسال تعليق

أحدث أقدم