دخلت المنزل وفتحت باب الغرفة الاولى ، وجدت كتابا قديما ، بعنوان فارس ام مجنون وتروي قصة قصيرة .
تقول القصة والتي حدثت في زمن بعيد جدا ، كان هناك رجل حكيم ، ولديه فارس أبيض ، وهذا الحكيم ، كان دائما ما يجمع حوله نفر من الاشخاص ويعطيهم حكمة من الحكم ، وكان في كل مرة يذهب فوق جبل يقال له جبل القلعة البيضاء ، وهي قلعة قديمة ، كان يسكنها ملك قديم ، اسمه هازارد ، ولا تزال تلك القلعة مبنية ، ولكن لا يسكنها احد فكان الحكيم دائما ما يرتد الى تلك القلعة ، بقي هناك لمدة قصيرة ونزل الى مكانه المعلوم ، وجمع حوله نفر من الاشخاص ، وقال لهم هذه حكمة اليوم، ولكن قبل ان اقولها ، هذه المرة حكمة اليوم قد تجعل من اعقلكم وافصحكم لسانا مجنونا و قد تجعل من اعظمكم منزلة ادنى منزلة ، فقالوا له تكلم يا حكيم فنحن نستمع ، فقال لهم من يجد حل الحكمة منكم سوف يكون قصر هزارد ملكه وسيكون علينا ملكا ، حسنا يا حكيم هذا يبدو جيدا جدا اخبرنا الحكمة، قال الحكيم ، من منكم يمكنه ان يكون فرسي ، امشي به بين الجبال و أجعل منه ذا جاه وسلطان ، واتوجه ملكا على مملكة النسوان ، واجعل له زوجات من كل قبيلة ، واعطيه فرسي هته ، فمن منكم يكون فرسي، سكت الجميع في صمت ، وبدأت ظحكات الناس حوله باستهزاء ، والرجل الحكيم واقف على رجليه بابتسامة ، تناسب اي رجل حكيم ، فقال له احد الحاضرين يا حيكم ،كنت حكيما وفارسا في الماضي اما الآن بعد ان غدرك الزمان ، وشابت لحيتك ورأسك ، اصبحت مجنونا ، اذا ما قلته صحيح في ذالك اليوم حكيم اليوم مجنون الغد .
هذه هي القصة قصة فارس ام مجنون ، ولكن اين هو اللغز الذي اخبر عنه ذالك العجوز حملت الكتاب وخرجت به الى الخارج ، وجدت المكان غريبا كأنني اعرف هذا المكان مسبقا ، لحظة هل حقا ،.. سكتت كل جوارحي في صمت واقشعر جسدي ، انها القلعة البيضاء هناك والرجل الحكيم فوق الجبل ، جبل القلعة البيضاء، هل انا احلم ، رأيت الناس تتجه إلى مكان ما ، فضولي قادني الى هناك ، وجدت الرجل الحكيم الذي ذكره الكتاب ، وورائه فرسه البيضاء ، وجمع خوله نفر كثير وقال لهم حكمة اليوم قد تجعل من اعقلكم وافصحكم لسانا مجنونا و قد تجعل من اعظمكم منزلة ادنى منزلة ، فقالوا له تكلم يا حكيم فنحن نستمع ، فقال لهم من وجد حل الحكمة منكم سوف يكون قصر هزارد ملكه وسيكون علينا ملكا ، حسنا يا حكيم هذا يبدو جيدا جدا اخبرنا الحكمة .
نعم كما في القصة انا اعيش القصة ، اظن انني فهمت الأمر يجب ان احل اللغز هذا واضح .
قال الحكيم من منكم يمكنه ان يكون فرسي ، امشي به بين الجبال و أجعل منه ذا جاه وسلطان ، واتوجه ملكا على مملكة النسوان ، واجعل له زوجات من كل قبيلة ، واعطيه فرسي هته ، فمن منكم يكون فرسي.
تكاثرت الضحكات كما في القصة ، والحكيم الغريب يبتسم ابتسمامة غريبة ، الكل يضحك ، ابتعدت عن كل الاشخاص ، ورحت افكر في تلك الحكمة ، التي حيرت عقلي لم افهم مذا كان يقصد بان يكون شخص فرسه ، ذهبت الى الحكيم ، وقلت له يا حكيم هذه اول مرة اسمع فيها شخصا يناديك بالمجنون ، فقال لي لا ليس اول مرة لقد قالها لي شخص مرة حكيم مثلي رجل ذو لحية بيضاء ، لا اعرف اين هو الآن ، ولكن اعلم انه في مكان ما يتجول بين عوالم الارض ، رجل ذو لحية بيضاء ، نعم رجل ذو لحية بيضاء ، اظن انه نفس الشخص الذي التقيت به ، قل لي يا حكيم لماذا ترتد الى ذالك القصر هناك ، قال لي انه مكان يأتيني فيه الهامي ، استمع الى الحان الطبيعة ، قلت له ما قصة فرسك البيضاء ، قال لي انا لا اركب عليها ولا اريد ذااك فهي هدية من شخص قريب لدي ، تركها لي وهو نفس الشخص الذي كان يدعوني بالمجنون ، اتقصد ذو اللحية البيضاء قال نعم ، قال لي هل وجدت حلا لحكمتي ، قلت نعم ،يا حكيم من يرضى ان يكون فرسك تركب عليه وانت تعلم قوة الفرس في الجبال وتعلم ان الفرس سيد الرجال ، فالرجل بدون فرس ك السيف بدون مقبض ، وتعلم يا حكيم ان الملك ذا الجاه والسلطان يصير ادنى منزلة اذا لم تكن فرسه معه ، وانت رجل عجوز تكاد الليالي تأخذك وانا أعلم انك احسست بالأمر يا حكيم لذالك جئت لأكون فرسك واني أعلم انك لا تحتاج الى فرس بل تحتاج الى رجل لتعطيه فرسك .
قل لي ما اسمك يا صديقي ، قلت له صرت صديقك وانت لا تعرفني يا حكيم ، انا اسمي نيسي ، نيسي اسم غريب ،اظنك تخفي اسمك بين السطور ولكن لا عليك ، يا نيسي ، لقد حللت لغزي وصرت ملكا علينا وعلى مملكة النسوان ، وربحت فرسي يا نيسي .
تغير كل شيء وعدت من حيث بدأت عدت ذالك المكان الخالي من جديد ، ومرة اخرى سأفتح الباب الثاني ، ولا أعرف اي لغز ينتظرني.
ذهبت مباشرة الى المنزل وفتحت الباب الذي في الوسط وجدت هذه المرة لفيفة ، فتحتها وكانت هي أيضا تحمل قصة من التاريخ الجميل ، قصة بعنوان سبعة لا يموتون.
تقول القصة .
في احد الايام دعى اب أبنائه السبعة الى مائدة الأكل ليتشاركوا الطعام ، وبدأ يحاورهم قليلا ، واخبرهم ان لديه لغز ومن حل هذا اللغز سيجوزه بابنة الجار ، ومن حسنها. جمالها واخلاقها العالية طمع الاخوة في تلك الفتاة فقالو يا ابانا قل لنا اللغز لعل احدنا يكون الفائز ببنت جارنا فيهي حسنة الاخلاق وجميلة الوجه و القلب .
ققال الأب حسنا اليكم اللغز.
سبعة لا يموتون اذا عرفتهم فانت سعيد الحظ ، ليأتي المؤمن على الطريق المستقيم وليذهب الى احد السالفين ويشكوا همه وحزن ويدعوه ان يفرج همه ، و احد في ظلمة الليالي ينطق بهمسات السعالي واحد آخر قتل اخاه على قطعة ارض ، وآخر كان يزيد في الشيء حتى يغير اصله وآخر ، ميت الابوان ، له من المال الوفير ، وعمه جشع الرأس ، وآخر يفر من معركة ابيه، وآخر يصرخ في زوجته يقول ليس ابني اذهب وابحثي من اين اتيت به والمسكينة في زاوية البيت تبكي تشكو الله .
اذا يا أبنائي من هم السبعة الذين لا يموتون ؟
اخذت اللفيفة وخرجت الى الخارج ، ومرة اخرى انتقلت الى مكان القصة ، ودخلت الى منزل وجدته هناك ، وعالو يا أبنائي الى المائدة ، لقد كنت احد من ابنائه ، واخبرنا باللغز ، الا ان هذا اللغز ، غريب جدا ، كيف سبعة لا يموتون ، اخبر احد الاخوة الاب ان السبعة الذين لا يموتون هم هؤلاء الرجال ، وقال آخر السبعة هم سبعة اشخاص ولكن الذين لا يموتون من هم ، وقال آخر لا أظن احد منا سيتزوج بنت الجار ، ولكن ما اذا امهلنا ابانا ايام سنأتي له بالجواب ، فقال الاب نعم ، لكم يومين سنلتقي بعد غد باذن الله ، خرجت من المنزل وانا اتفكر في القصة ، رويت بطريقة غريبة هذه المرة كانها تحاول ان تخبرك ان السبعة ليست رجالا بالتأكيد ، ولكن السبعة تقتل صاحبها ، او على الاقل احدها يقتل صاحبها او قد تعني انها تضر صاحبها ليس الموت بمعنى الموت هذا بالتأكيد ، ولكن من هم السبعة .
عدت الى القصة ، وما ان بدات القصة حتى عرفت حل اللغز ، نعم عرفته ذهبت الى ذالك الرجل الذي هو والدي في القصة ، وقلت له يا ابي وجدت حل لغزك ، فقال لي هيا تفضل .
ان الله يفرج هم المكروب اذا دعاه فلمذا يدعو الرجل السالف الذي انقضى اجله ، اليس هذا شرك بالله ، قال لي نعم
والآخر في اليالي ينطق همسات السعالي ، اليس هذا من السحر والشعوذة وتخرج من رحمة الله ، قال نعم
والآخر الذي قتل آخاه على قطعة ارض قتل نفسا عزيزة على الله تعالى اليس هذا قتل النفس بغير حق قال نعم
والآخر الذي يزيد في الشيء حتى يغير أصله اليس هذا الربا ، قال نعم
و جشع الرأس ذااك اليس يأكل مال اليتييم ، قال نعم
والذي يفر من معركة ابيه اليس هذا تولي يوم الزحف قال نعم .
والذي يصرخ في زوجته يتهمها بالخيانة وهي غير ذالك اليس هذا رمي المحصنات قال نعم .
يا ابت هذه خصال سبعة لا يموتون ، لانهم موبقات .
قال الاب ، انت ذكي يا نيسي اذهب لقد حصلت على بنت الجار .
تغير كل شيء ورجعو من حيث بدات ، رجعت الى المنزل مرة اخرى ، ولكن هذه المرة لم افتح الباب الثالث اردت ان انام قليلا تعب السفر لم ارتح منه بعد.
في صباح الغد ، استفقت ، بضوء اشعة الشمس ، اتجهت نحو المجهول الباب الثاث و الاخير ترى اي لغز سيكون هذه المرة . فتحت الباب ودخلت ، وجدت ورقة صغيرة الحجم ، يبدو ان نصفها محروق ، هذه المرة ليست قصة وليست حكاية وليست اي شيء هذه المرة مكتوب في الورقة ، لماذا ارى اسمي في الورقة ، نيسي ، نعم نيسي مكتوب بوضوح ، لكن ، مذا ، لم افهم شيء لم اعد اعرف ما اقوله ، ما هو لغز اليوم .
مر وقت على ايجادي الورقة ، وانا امسك بها جلست في الغرفة ، وبدأت انظر الى تلك الورقة ، كان ورقة من كتاب ، هذا ظاهر عليها ، ولكن اي كتاب ، ولماذا الورقة شبه محترقة ، قررت الخروج ، عندمى خرجت ، لم يتغير شيء هذه المرة ، ظل المكان كما هو ، وبعض لحظات قليلة ، جاء نفس الرجل نعم نفس الرجل ، عجوز له ثلاث شعرات في لحيته ، واسنانه تكاد لا تكون ، يحمل في يديه عصا غريبة ، ولكن لماذا اتى لم اكمل بعد الالغاز او انني اكملتها بدون ان ادري ، مرحبا نيسي ، هل اعجبتك الالغاز ، اظن انك اذكى مما تتصور ، لذالك ، جهزت لك لغزك الأخير ، ولكن وعدتك انك ستخرج من هنا ان حللت الغازي الثلاثة ، ولقد حللت فقط اثنان تبقى لك واحد ، واظنك لم تفهم الورقة التي في يدك مذا تعني ، لذااك قررت ان افتح لك بابك ، انا لغزك الاخير ، انا نيسي ، مذا تعرف عني .
اختفى الرجل فجأة يدون حتى ان يعطيني فرصة للكلام ، دخلت المنزل ، جلست قرب الباب ، اخذت عيني ، اسفقت على صداع شخص يتكلم من هذا ، لا ازال لم استفق جيدا لا زلت لا ارى من هذا الشخص ، وجدت شخصا يشبهني الى حد كبير ، يتمتم بكلمات غير مفهومة ، قلت له من انت يا هذا ، لم يعر لي اهتماما ، من انت يا هذا ، ذهبت ناحيته ببطء شديد ، لاحظت انه يشبهنني كثيرا ، اعدت السؤال من انت ، يا هذا ، قال انا انت ، فمن انت ، عرفت ان هناك شيئا ما ، سألته ما اسمك قال انا اسمي نيسي ، فما اسمك انت ، قلت له اسمي عكس اسمي ، قال لي ، نيسي ، انا لازك الاخير ، اذا حللت لغزك الاخير فانت على استعداد لتزور من سبقك من العالمين ، ليس دخول المصفوفة كخروجها ، ستولد من جديد ، هل انت مستعد لتحل اعظم الغازك ، لغزك انت ، وفقط لتعرف ، اذا عرفت نفسك ، فانت على الطريق الصحيح .
اذا يا نيسي ، هذا لغزي ، من انت ؟
توقف كل شيء فجأة ، نسيم الهواء لم يعد موجود ، توقف شبيهي ولم يعد يتحرك ، كان الزمان توقف ، حسنا يجب ان اركز مذا قال ، قال من انا ، هذا هو اللغز ، اذا يجب ان اعرف من انا ، هذا احد اصعب الغاز التاريخ كله هو ان يعرف الشخص من هو ، اذا عرفت من انت فطريقك سهل ، كيف يكون طيريقي سهل ، لغز صعب جدا .
اردت ان اتمشى قليلا لاكتشف انني لا اتحرك ، مذا يجري الآن ، حتى التحرك ممنوع ، فهمت الأمر ، ها انا ذا امامي ، يجب ان اعرف من انا ، ولكن كيف هذا .
مرت اوقات على توقف كل شيء ، كل شيء هادئ ، لم اجد ما افعله ، كيف اعرف من انا ، وبالمقابل انا اكثر شخص يعرف نفسي .
لحظة ، نعم اظن ان هذا هو الحل ، نعم هذا هو ، نيسي من انت ؟
ضحكت وانا انظر الى نفسي ، قلت ، انا عبد ضعيف ، كنت في الماضي ارتكب اخطاء كبيرة فعلت كذا اشياء لا يجب ان أفعلها وحتما وبدون ولو زيادة او نقصان ما زلت افعلها الى الآن ، اقل ما يمكن القول هو انني عبد ضعيف ، الكثير من الأشخاص يرون فيني ، صفات كثيرة ، قد اكون انصح ، ولكن انا من يحتاج النصيحة اعطي النصائح وانا نفسي لا أعمل بها ، من انا ، انا هو الذي ارتكب الذنوب و المعاصي ، انا الذي فعلت كذا وكذا. ، من انا ، انا نيسي ، انا انسان ، مثل اي شخص في العالم ، انسان يخطئ ويصيب ، في الحقيقة انا لا شيء ، ما لم يجعلني ربي شيئا ، وصراحة يا نيسي لا أبتغي لنفسي عزا و مكانة ، من عند شخص ابدا ، فمن يرد العزة فلله العزة جميعا .
هذا انا نيسي.
صدقوني هذه كلمات خرجت بدون ان اشعر ، قد ينفر الكثير مني وقد تتغير الصورة التي عهدها الناس فيني ، ولكن هذا انا ، من يقبلني على حقيقتي ، على الاقل عرفت من انا ومستعد لفعل المستحيل لاتغير نعم وهذه خطوة جيدة ، خطوة الخروج من هذا العالم والذهاب الى ذااك العالم الذي كنا نسمع عنه الكثير ولكن لا نبالي ، حان وقت الخروج .
#NAICY14