تاريخ تم نسيانه وحرفت صفحاته ، من قبل كان معلوما للكل ، وكان منقوشا في الكتب و المخطوطات ، تاريخ الانسان منذ بدايته كان ولابد ان يدون ، مثل هذه الاشياء يجب ان يعلمها الناس ، عندما يسأل المسلم عن الخلق الاول ، فان اغلبهم لا يعلمون ، وتتكاثر القصص ولا يميز الحق من الخطأ ، وتدور في دوامة ، وهذا مقصدهم هو ان تجهل هذا التاريخ الذي يظهر الحقيقة الخفية من التاريخ المحرم ، بدأ من الكتب القديمة التي تتكلم عن التاريخ المحرم ، فلقد عهدها الانسان انها كتب محرمة على المسلمين ، ولكن هذا غير صحيح ، الكتب المحرمة غير موجودة ، الشيء المحرم الوحيد في هذا الزمان هو الحقيقة .
منذ متى اصبحت الحقيقة محرمة ، لقد تم نسيان الماضي العميق ، لتاريخ حضارات الانسان ، وتم طيها في مخطوطات ومجلدات ، ودست في المكتبات الغربية و لم يتم اظهارها بحجة دراستها ، هكذا تم اخفاء اكثر الكتب التاريخية القديمة ، وتم اخفاء بذالك معلومات لا حصر لها ، كي يظل الانسان نائما ، ويعطونه فقط ما يريدون ، هذه احد اساليب تفقير الشعوب ، ليس تفقيرهم ماديا ولكن حضاريا وفكريا ، فلا حياة لامو نجهله تاريخها ، وها نحن ذا نجهل حتى كيفية بدا خلقنا .
#المرجو قبل ان نقوم بالتكلم عن هذا الموضوع ، يجب ان تركز جيدا ، هناك بعض الاشياء التي تحتاج منك تركيزا جيدا ، وايمانا قويا ، وان تحكم عقلك وقلبك على الحق وان لا تميل كل الميل ، فيبقى هذا مجرد تحليل قد يكون صحيحا وقد يكون خاطئا#
من المعروف عند كل مسلم كان او حتى غير المسلم ، ان الله بدأ أول خلق الانسان من طين ، وكان أول بشر انسي في التاريخ هو ابونا آدم عليه السلام وكان نبيا ، و قصته الشهيرة المعرفوة فيها اختلافات بين العلماء و الباحثين ، وكل قد اعطى قصته على حسب تصوره ، ولكن المشكل الذي يواجه القصص كلها رغم اختلافاتها هي في قضية واحدة ، وهي قضية التناسل ، والسؤال الأكبر الذي حير العقول ، هو كيف تزاوج أبناء آدم عليه السلام ، عندما يسأل المشايخ الكبار و العلماء و الباحثين في هذا الدين مثل هذا السؤال فلا يستطيعون الرد بمنطقية او ادلة دينية ، ويقولون ان زوجة آدم كانت تلد في كل بطن تومأمين اي ان لها بطنين ، ومنهم من يقول ان الزواج بالاخت كان يجوز ، ومنهم من يقول ان لآدم زوجة اخرى كان يلد معها وكا يجوز ان يتزوج الابناء من الاب من الاخوات لاب ، وكل هذه القصص والروايات لا تحتمل الحق ، فهي باطلة ، فسنة الله في خلقه لا تتغير ، قال تعالى سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) وفي آية اخرى تحويلا ، اي سنة الله لا تتغير و لا تتبدل ولا تتحول، فلقد خلقت المرأة ببطن واحد ولم تخلق باثنين كما قال العلماء ، و زواج الاخت كان محرما منذ الخلق الاول ، ولو كان كذالك فكلنا نتاج زواج محرم ، وهذا لا يجوز في شرع الله ، اذا فما هي قصة الخلق الحقيقة التي حذفت من السطور ، وما هي الطريقة التي تكاثر بها بنو آدم .
قبل ان نغوص في الموضوع و نبحث جيدا في صفحات التاريخ ، يجب ان يعلم الكل جيدا ، ان هذا مجرد بحث واجتهاد شخصي ، فان كان من صواب فما هو الا توفيق من الله وان كان من خطأ فمني و من الشيطان ، و الله هو العليم الخبير .
باسم الله الرحمان الرحيم و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك ، قال إني أعلم ما لا تعلمون .
قصة الخلق تحدثت عنها كثير من الحضارات القديمه ، وتحدثت عنها أيضا الكتب السماوية كلها ، وكانت معروفة جدا لجميع حضارات التاريخ ، ولكن عندما نأتي الى تاريخينا هذا ، فنرى تكاثر القصص و الروايات ، فبدأ من أقدم كتاب سماوي في التاريخ ، وهو التوراة ، فنجد قصة الخلق مذكورة بالتفصيل ولكن المشكلة الكبرى هنا هو ان هذا الكتاب وقع فيه تغيير كبير وحرف ، لذالك قد نقع في خطأ ما اذا اردنا ان نتفحص صفحاته ، ولعله سيكون أكبر مصدر تاريخي لمعرفة القصة الحقيقية ، وسيسأل الكثير من المشاهدين الآن ، كيف يمكن ان نثق بكتاب قد تم تحريفه منذ القديم ، سأقول لك يا صديقي ، ان الاعمى فقط من يصدق سطرا واحدا من الصفحات ، العاقل وحده من يقوم بالاسقاط و المقارنة ، اذا فأفصح كتاب محفوظ في التاريخ كله والذي لم يطرأ عليه تحريف او تعديل منذ ان اخرج للناس ، هو القرآن ، فاذا كان من توافق بين القرآن و السنة و التوراة فهذا صحيح لا جدال فيه و ان كان من اختلاف وتضاد فهو باطل .
عندما ذكر الله للملائكة أنه سوف يخلق بشرا من طين ، كانت له حكمة لم يعلمها اي ملاك في ذالك الوقت ، فلقد كانت حكمته مخفية ، لذااك الملائكة سألت بغرابة وقالت اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك ، فقال تعالى اني اعلم ما لا تعلمون ، فالله كان عليما بما يفعل ، و الملائكة كانت تسأل فقط عن غرض خلق الانسان ، لانها شاهدت خلقا آخر فسد في الارض ، اي ان الارض كانت موطنا لحضارات اخرى غير الانس ، فعندما خلق الله آدم احسن خلق وفي. احسن هيئة و كرمه بان جعله خليفة في الارض ، والتكريم الأعظم هو انه خلق الانسان على صورته ، ففي صحيح البخاري ومسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله خلق آدم على صورته" اي على صورة الخالق عز وجل ، سقول الكثير في هنا ان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ، كما اخبرنا عن نفسه ، واقول له نعم صحيح الله ليس كمثله شيء ، فالله سبحانه وتعالى خلق الانسان على صورته وايضا ليس كمثله شيء ثبت ان الله يسمع ويبصر ، وان الله يبسط يده لمن يشاء اي ان الله له يدين ، ونقول مرة اخرى ليس كمثله شيء ، الانسان يسمع ويبصر وله يدين واشياء اخرى ، ولكنه لا يشبه الاله ابدا لان الله ليس كمثله شيء ، فالله هو الخالق المصور ، الذي صور الانسان على صورته هو اي ان الاصل في البداية لله ، وما نحن الا مخلوقات له .
وعلم الله آدم الاسماء كلها فقيل ان المراد بالاسماء هي اسماء الاشياء المخلوقة في الارض كلها ، وهذا ايضا مذكور في التوراة على ان الله علم ادم جميع المسميات ، الوحش و الطير وكل الاشياء ، فلما تعلم آدم كل شيء عن خلق الله في ارضه ، قال للملائكة انبؤوني بأسماء هؤلاء ، فلم تقدر الملائكة ان تخبر الله بأسماء المسميات ، لانها لم تكن تعلم ، وهذا عجز للملائكة مقصود من الله عز وجل ، لكي تعلم الملائكة حدود معرفتها ، وامر الله تعال الملائكة ان تسجد لخلق الله المتقن ، و السجود لم يكن سجود عبادة بل كان سجود تكريم ، فسجد الكل الى ابليس ، فلقد كان متكبرا ، واستهزأ بخلق الله فاستهزأ الله به .
كان آدم وحيدا في الجنة ، لم يكن معه اي احد في ذالك الوقت ، فقيل انه نام واخذ الله من ضلعه وخلق منه زوجته ، ففي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم قال "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً " ، وفي التوراة ايضا ذكر ان زوجة ادم خلقت من ضلعه ، وفي القرآن الكريم نرى تشابها كبيرا بين القصص ، فيقول الله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} ﴾
منها تدل على الارتباط بما سبق ، فآدم هو النفس الاولى المقصود بها في هذه الآية ، اذا فزوجة ادم خلقت منه ، وهذا صحيح غير باطل حتى في دينينا ، ولا غرابة في ذالك ، حيث ان الانسان يميل بطبيعته البشرية ويحن الى المرأة سواءا كانت امه او اخته او زوجته ، فيجد فيها كل ما يريده فهي منه وهو منها .
ومن هنا بدأ التحريف في الاقوال و الروايات التي تذكر قصة الخلق منذ البداية الى النهاية ، فقصة الخلق لم تكن شيئا غريبا في ذالك الوقت فلقد تم توارثها جيلا بعد جيل ، الا ان القصة تعرضت لتحريف وتزيف ، لذالك وجب منا ، ان نتقصى ونبحث في كل الجوانب ، لنظهر الحقيقة من الخيال ، ونعرف القصة الحقيقية .
عندما خلق الله زوجة ادم من ادم نفسه، اسكنهما الجنة ، فقال تعالى وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)} ﴾ ، قيل بعض المفسرين ان الجنة مقصود بها الجنة الحقيقة التي وعد بها المسلمون ، ولكن هذا لا يصح ابدا ، في شرع الله فالجنة جزاء لكل المسلمين والجنة ليس مكانا ليرتكب فيها ذنب ، وما خلق الله آدم في البداية الا ليجعله خليفة في الارض ، ليعمرها ، فقال تعالى اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة الى اخر الاية ، فالمراد هنا في البداية ان الله سبحانه وتعالى قد خلق الانسان ليجعله في الارض وليس الجنة ، ودليل اخر من القرآن هو قوله عز وجل وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ، اي ان الله خلق الانسان للعبادة ، والعبادة نعلم جميعا انها في الارض يتقرب بها الانسان من ربه . اذن فان ادم لم يكن في البداية في الجنة بل كان في جنة في الارض و هذا ما اثبته التوراة في صفحاتها ، فلقد سمت التوراة الجنة التي كان فيها ادم وزوجته الفردوس ، مقابل الشرق وان الله تعالى انبت فيها من كل شجرة بهية المظهر وطيبة المطعم ، وشجرة في وسط الجنة سميت شجرة الحياة ، وشجرة اخرى سميت شجرة علم الخير و الشر وكان هناك نهر يخرج من عدن وعدن هي الحنة الحقيقية التي وعد بها المتقون وهي الجزاء الاخير وهذا النهر يسقي الفردوس اي يسقي تلك الجنة وينقسم هذا النهر الى اربع اسم النهر الاول قبسون يحيط ارض اويلاط ، وهي اقصى بلاد الهند ، وهناك يوجد الذهب و الياقوت الاحمر و الحجر الاخضر ، و النهر الثاني اسمه جيحان او جيحون وهو النهر الذي يحيط بارض الحبش و النهر الثاث اسمه الدجلة وهو الذي يذهب نحو الموصل و النهر الرابع اسمه الفرات ، وكل هذه الانهار موجودة في الارض وليست في السماء وكانت هذه الانهار تسقى من نهر في الجنة الحقيقية وهذا يذكرنا بحديث معروف قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن يحيى هو ابن ضمرة السعدى قال: رأيت شيخًا بالمدينة تكلم فسألت عنه، فقالوا: هذا أبى بن كعب.
فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أى بنى إنى أشتهى من ثمار الجنة، قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفوس والمساحى والمكاتل، فقالوا لهم: يا بنى آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون، وأين تطلبون؟
قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة.
فلو كانت جنة في السماء خقا فوجب ان يكون ابناء ادم يطيرون في السماء ولكن هذا غير صحيح فالجنة كانت فوق الارض في البداية واخرج منها بنوا ادم و اصبح محرم عليهم دخولها .
حذر الله ادم من شجرة واحدة في الجنة كلها ، واخبره بان لا ياكل منها ، ومرت ايام عديدة ، كان ادم يعلم ان ابليس عدو له ولزوجته ، فلم يقرب الشجرة ابدا ، لم يذكر القرآن الكريم ولا حتى التوراة نوع الشجرة ، ولكن لمحت التوراة فقط بقول ان الشجرة كانت لعلم الخير و الشر .
ابليس طرد من الجنة ، وبقي الزوجان في الجنة وحدهما ياكلان منها ولا يشقيان ، عندما طرد الله ابليس من الجنة لم يكن باستطاعته الدخول اليها ، ولكن القرآن الكريم اخبرنا بان الشيطان وسوس لادم و وزوجته ، فقال تعالى فوسوس اليهما الشيطان فاخرجهما مما كان فيه ، فكيف فعل الشيطان هذا.
بل و ان القرآن الكريم قد اخبرنا بان هناك حوار دار بين شيطان و ادم وزوجته ، فقال تعالى وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او ان تكونا من الخالدين ، هذا يدل بصريح العبارة ان الشيطان دخل الجنة ، ولكن السؤال الاهم ، من هذا الشيطان وكيف دخل الى الجنة ونحن نعلم ان الله قال لابليس فاخرج منها فانك رجيم بعدما رفض السجود لادم .
بالرجوع الى التوراة ، تم استعمال كلمة الحية و هي التي استعملها كثير من المفسرين ، لتبرير دخول ابليس الى الجنة ، فكانت الحية شيئا غير معروف ، قيل انها كانت حيوانا عاقلا وقيل انها كانت حية باربع ارجل ، ولكن كل هذا يبقى مجرد اقوال لا دليل عليها ، فالحية استعملت في التوراة كمصدر اغواء رغم ان هناك ابليس في القصة منذ البداية كان لو كان ابليس هو من وسوس لهما لاستعملت التوراة اسم ابليس ولكنه استعملت كلمة حية اذا ابليس لم يكن هو في البداية الذي وسوس لادم وزوجته ، لان ابليس طرد من الجنة ، والدليل على ذالك هو ان الله تعالى استعمل كلمة شيطان ولم يقل فوسوس لهما ابليس ولم يعد الضمير ابدا الى شيء معروف بل كان ضميرا مجهولا ، فقال فوسوس لهما الشيطان ، فاي شيطان كانت تتحدث عنه الاية ، لماذا استعمل الله كلمة شيطان بدل اسم ابليس لو افترضنا حقا انه هو من قام باغوائهما ، فعندما نعود قليلا الى الوراء يتضح جليلا ان الله تعالى كان يحدث ابليس باسمه فيقول عز وجل يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ، فالله لا يستحي ان يقول فوسوس اليه ابليس ولكن قال الشيطان ، وفي كثير من الآيات تستعمل كلمة شيطان للدلالة على ذرية من ابليس ولكن بدون ذكر اسمه الحقيقي ، فالذي يسوس لبني ادم ليس بالضرورة ان يكون ابليس وحده بل قد يكون واحدا من اتباعه ، وليكن في علمك صديقي المشاهد ان ابليس لم يكن وحده من خلق من صنفه اي الصنف الذي خلق من نار ، فلقد قلنا سابقا وبينا لكم ان اقواما سابقين كانوا قبلنا في الارض ، اظن ان الفكرة بدأت تتضح لك بعض الشيء .
لم يكن ابليس. من وسوس لادم وزوجته ولكن كان شيئا اخر اشارت اليه التوراة بالحية ، والقرآن اشار اليه بالشيطان اذا فالحية هي شيطان في الاصل ، الا ان هناك شيئا واحدا يمنع من اكتمال هذه الحقيقة التي تظهر جليا لكل عاقل مبصر يرى بعين الحق ، لو كانت الحية كما قالت التوراة وكما قال المفسرون انه حيوان ، فهذا ينافي المنطق ، لان الحية لا تتكلم ، ولكن الحية كانت هي شيطان ، والشيطان هو الذي يمكنه ان يتكلم ، لذالك عندما نأتي الى لنبحث عن كلمة حية في التوراة فانها تشير اشارة واضحة الى انها حيوان ، ولكن الله تعالى اشار اليها بشيطان ، فما السر وراء كل هذا .
لقد. تم تحريف التوراة وخصوصا في هذا الجزء من القصة ، لاخفاء الطرف الثاث ، والذي لا يمكن ان يمر الانسان منه بدون ان يتطرق له ، لذالك اهتم المفسرون بذكر الطرف الثالث و الاعتماد على بعض التفاسير القديمة للقرآن ، والصاق الحية بالقصة الحقيقية في القرآن الكريم ، وكما اظهرنا لكم ان الحية كانت شيطانا في القرآن الا ان هناك لغز اخر يقودونا اليه تحليلنا ، اذا كانت الحية سميت في القرآن بالشيطان ، فكيف تكون الشيطان في الاساس اي كيف سمي الشيطان شيطانا ، وهذا له قصة اخرى وقد يكون خيطا رفيعا نعرف من خلاله طبيعة الشيطان الذي وسوس لادم .
اذا رجعنا الى القرآن في بداية القصة لم يكن هناك شيء اسمه شيطان في الاساس ، الا بعد خروج ابليس من الجنة ، بعد ذالك تم استعمال كلمة شيطان ، ودلت على الشخص الذي قام باغواء ادم وزوجته ، ولكن ما قصة هذا الشخص الذي تحول الى شيطان او الذي سماه القرآن بالشيطان ، فما معنى الشيطان ، الشيطان في القرآن الكريم يشمل صنفان ، صنف بشري وصنف جني ، كما ذكر في الآية الكريمة وكذالك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس و الجن ، اذا فاحتملان هنا الاول هو ان الشيطان الذي وسوس لادم وزوجته كان انسيا او انه كان جنيا ، شياطين الجن هي شياطين خرجت عن ملة الله وتمردت بان اتبعت ابليس ، وقد يكون والله اعلى واعلم انه عندما نبذ ابليس من الجنة جمع معه نفر كثير من الجن الذين تمردوا ايضا ، سموهم النصارى بالملائكة الساقطة من السماء ، اذا كان كذالك فلا يمكن اي ان يكون الشيطان الذي وسوس لادم وزوجته جني ، لان اي تابع من اتباع ابليس قد تم نفيه من الجنة ، اذا كان هناك في الجنة اصناف اخرى من الجن ، اما اذا لم يكن فهذا ينفي تماما وجود ابليس في الجنة لان الله قد طرده منها .
وحتى نصل للحقيقة سنذهب بعيد جدا ونغوص اكثر في التاريخ ، ونبحث جيدا ، فبغض النظر عن كثير من التفاسير فهناك من المفسرين القدماء ، من تكلموا عن الحية وذكروا انها كانت مع ادم ، وقصتها انها كنت متمردة عليه لذااك بدله الله خيرا منها ، ولكن هذا لا يوجد له اي ذكر في القرآن الكريم الا خيط بسيط عندما اخبر الله تعالى ان هناك صنفا من شياطين الانس ، اي انه يمكن ان يكون الشيطان الذي وسوس لآدم هو انس ، وخيط رفيع ايضا في القرآن ربما يشير الى ان الشيطان بالفعل كان انسيا هو عندما اخبر الله تعالى ادم فقال له ان هذا عدو لك ولزوجك ، في البداية كان يعلم ادم ان ابليس عدو له ، فلماذا سيصدقه اذا قلنا ان ابليس من قام باغواء ادم، هذا ينافي جميع الروايات التي تقول ان ابليس استغل الطبيعة البشرية لادم ليغويه، ولكن هذا غير صحيح فابليس لم يوجد في الجنة في الاساس لكي يتكلم مع ادم ، اذا فابليس استغل طرف اخر في القصة كما يفعل دائم لكي يوسوس لادم ، وهذا الطرف لا يجب ان يكون شيطانا بل يجب ان يكون انسانا اسمتها التوراة بالحية ، و الحقيقة ان الحية في التوراة محرفة عن حقيقتها ، فالحقيقة التي يمكن ان نأخذ بها على سبيل الطريق للوصول الى الحقيقة هي ان الحية كانت انسانا ، و دليل من غير القرآن هو ان الحية تستعمل كثيرا لرمز الاغواء في التاريخ اليهودي وحتى في المعتقدات الاخرى ، لماذا ذااك ؟ لان الحية كان المقصود منها في التوراة هي المرأة التي وسوست لادم ، وسماها اكبر كتاب يهودي للكابالا الزوهار قرينة الشيطان او الحية الملتوية وكانت امرأة عادية ، وهذا مشابه لما يقوله بعض المفسرين ان هناك امرأة كانت مع ادم في الجنة ، وهذا يقربنا من الحقيقة اذ ان الله تعالى اخبر بصريح العبارة ان الشيطان قد طرد من الجنة فقال تعالى اخرج منها فانك رجيم ، اي انه لم يعد بامكانه العودة الى تلك الجنة لم يعد بامكان ابليس العودة الى الجنة لذالك استغل الحية وجعلها كمصدر اغواء له ، اذا فمن هنا فصاعدا بدأت الامور بالاتضاح اكثر واكثر ، لقد ظهر الخيط الرفيع من التاريخ المحذوف و المحرف في القصص التاريخية التي اخفيت ، وقد اظهر القرآن الحق كل هذا في آية ، وهي ان الله قد نبذ ابليس لم يعد هناك من يوسوس لادم الا طريقة واحدة وهي استغلال طرف ثالث، و بين الله عز وجل ان ادم كان يعلم جيدا ان ابليس عدو له ، اذا فادم من البداية سيعلم ان ابليس يريد به الهلاك ولن يتكلم معه ، والامر الواقعي الذي لا يريدون اخبارك اياه والذي يعيشه اي مسلم كان هو في قضية الوسوسة ، فهل تعرف ما هي الوسوسة ، الوسوسة يا صديقي لا تأتي من العدم ، فهي تبدأ بأشياء حقيقة ، عندما يريد الشيطان ان يوقع بني ادم في الخطأ فهو لا يتمثل له ويخبره بان يقع في الخطأ بل يعطيه رموز والحان ، يذهب بها قلبه ويعمي بصيرته ، قد يكون احد هذه الرموز شخصا او صورة او فكرة ، فالشيطان لا يأتي بنفسه ليوسوس لك ، بل يعطيك ما تريد ان تراه في البداية ، وهذا ما حصل مع ادم ، لم يكن ابليس من تكلم مع ادم لانه كما قلنا سابقا لعرفه ادم و فر منه ولكن كان طرفا ثالثا طرفا كان ادم ليصدقه ويأمن لما يقول ، وهذا الطرف هو الحية التي ذكرت في التوراة ، وهي الشيطان التي ذكرت في القرآن وهي المرأة التي خلقت لادم في البداية .
لقد علم ابليس انه لن يقوى على دخول الجنة وحتى لو دخل لن يستطيع ان يوقع بادم ويجره نحو المعصية ، لذالك كان ولا بد في القصة ان يكون طرف اخر ، لذالك ترى الكثير من المفسرين يستدلون اكثر بالحية الا انهم لا يعرفون ما هي او من اين اتت ، وحتى الآن قصة الحية غير معروفة تماما ، ولكن في التاريخ اليهودي ، عرفت بليليث وهذه الشخصية التاريخية الغامضة عرفت في البداية بالشيطان ، وبعدها تكاثرت الاقوال فيها وخرجت القصص من كل جانب ، فليليث هي شيطانة ، والشيطان لا يكون شيطان الا بالتمرد ، وقصة ليليث هي انها تمردت على ادم لذالك سميت شيطانة في القرآن الكريم ، لانها تمردت ، فليليث كما قال بعض المفسرين انها خلقت قبل زوجة ادم الاولى ، ولكنها لم تكن تسمع او تعقل وكانت انانية لا تحب ان تطيع ادم ، لذااك فرت من الجنة وخرجت الى الارض ، ويقول البعض ان الملائكة ذهبت لترجعها الى ادم ولمنها ابت ذالك ، وهذه القصة ليس بالضرورة ان تكون حقيقية ، لان الله تعالى اخبر بصريح الاية ان طرف ثالثا كان في القصة الحقيقية ، وخصوصا عندما نبذ الله ادم وزوجته. الى الارض واخرجوا من الجنة ، فقال تعالى اهبطوا ، واهبطوا هنا جمع ، اي ان هناك اكثر من شخصين و الدليل الاخر هو ان الله تعالى قال بعضكم لبعض عدو ، فوجب القول ان العدو هنا مقصود به الشيطان ، وهذا صحيح حيث ان الشيطان ايضا يمكنه ان يكون انسيا وجنيا ، والعدو في البداية معروف وهو ابليس ، والثاني هو الانسان ، فعدو الانسان هو الانسان وعدوه الاخر هو الشيطان ، وهذا لا يخالف الشرع ولا ختى سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
لنقف لحظة هنا ، ان كل ما يبنى عليه تاريخنا لم يكن مجرد صدفة لم تكن الآلهة التي تعبد الآن صدفة ، بل كانت كلها من تدبير و تخطيط الشيطان قد يذكر بعضكم هذه القصة التي حدثت للرجال الصالحين الخمسة ود وسواع ويعوق ويغوث ونسرا الذين ذكروا في القرآن ، فلقد ماتو بعدها اوحى الشيطان الى قومهم ان يعبدوهم ، وتوارثت الاجيال تلك العبادة ، حتى اصبحت آلهة ، تلك الآلهة تعبد الى الآن فهؤلاء الاخوة هم من اصبحوا الهة الاغريق الحالية ، فمعضم آلهة الاغريق واليونانيين هي اشخاص حقيقة كانت ابطالا في الماضي ، ان ما احاول ان اوصله هو انه لا وجود للصدفة في القصص التاريخية يجب ان تربط خيوطا كثيرا ليظهر لك الخيط الرفيع من القصة ، و القصة لم تنتهي هنا بل بدأت للتو ، انسى كل شيء قلته ، واعتبره مجرد احاديث ، و لنكمل القصة التي بدأناها ، قصة الخلق ، القصة المحرمة .