سمعته يهمس في أذنه ويقول ، لقد صدقونا يا سيدي صدقوا اننا نعيش بالمقلوب وانهم يطيرون في الفراغ ، اخبرهم ان اصل الاصول قرد ، واخبرهم ان مجرد بخار البحار و الانهار يمطر ذهبا ، واخبرهم اخبرهم مداموا يصدقون ان شجر التفاح الاحمر يمكن اي يفسر وقفهم على الفقاعة اخبرهم فقط بما تشاء فكلمة المهرجين كافية .
الماء ، أحد أعظم ألغاز الأرض ظن الخبراء انهم اكتشفو سره ، فماذا تعرف انت عن الماء ، خلافا عن بعض الاشياء التي قد درستها في المدرسة منذ نعومة اظافرك فلقد علموك ان الماء عديم اللون و الرائحة ، بديهيات لا تنفع ولا تظر ، هل سبق وان ادركت من اين يأتي الماء وما هو اصله .
لن نتكلم عن الماء من الناحية العلمية ، او على الاقل لن نتطرق له من هذه الناحية ، ولكن سنتكلم عنه كمخلوق ، مثله مثل سائر المخلوقات ، التي خلقها الله سبحانه وتعالى .
ان الكتب العلمية بشتى انواعها ، وحتى الدروس التي اعطيت لك ، وتلقنتها تلقينا جيدا ، اعطت لك مفهوما عاما عن الماء ، فاذا سألت اي عاقل بينكم الآن، عن دورة المياه سيجيبك النائم انها دورة عادية يتحول فيها الماء من سائل الى غاز ومن غاز الى سائل مما يسبب الأمطار ،فهذا هو الدرس الذي حفظناه عن ظهر قلب، عندما كنا صغار العقول نصدق اي شيء قاله الرجل الحكيم ، ولما لا فلقد كان التعليم احد اهم عناصر المصفوفة ليكتمل المخطط المكتوب ، وتكتمل شجرة التلقين التي رسمها أفضل الفنانين ، فنان بثلاث وجوه .
لقد قررنا التطرق لهذا الموضوع لما رأيناه من تفاهة في كتب الملاعين ، التي تتكلم عن خلق الله ، ويا له من احمق ، ذااك الذي اذا اراد ان يعرف حقيقة المخلوقات بدون ان يسأل خالقها ، ولكن يسأل من تفلسف فيها ، وغير خلقها ، واخذ يتكلم عنها كانه العالم بها .ولذااك اذا ما اردت ان تبحث عن الحقيقة فعليك بالقرآن الكريم ، ففيه ما تشاء من العلم و المعرفة ، وفيه تبني اساس للصحة ، وبذالك يسهل تدبرك لمخلوقات الله ومعرفة كيف تجري الأمور .
ان الله سبحانه وتعالى اخبرنا في قرآنه الكريم في سورة الأنبياء الآية 30 : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)
فقوله سبحانه وتعالى انه جعب من الماء كل شيء حي ، هو تعظيم لاحد خلقه ، وجعله اساس كل شيء في هذه الارض فلا يمكن لا كان من مخلوقات الله العيش بدون الماء ، فهذا مستحيل ، فكيف لا يمكنك ان تعقل يا انسان ، كيف لا ، وانت قرأت ان الله سبحانه وتعالى قد جعل من الماء كل شيء حي اي بدون ماء لا توجد حياة ، فكيف صدقت ان بعض البخار المتصاعد من ابريب بيتك ، سبب في ذالك ، اهذا استهزاء بالعقول ، ام انه برنامج خبيث ، يجعل المسلم ملحدا في النهاية .
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة ق الآية 9
وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)
وقال ايضا في سورة الفرقان الآية 48
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا
الماء المبارك و الماء الطهور ، صفات عظيمة ، اعطيت لهذا المخلوق ، بل حتى وان الله سبحانه وتعالى جعل عرشه على الماء ، اذا ما قرأت الآية بتدبر من القلب ، فستعرف ان الماء ينزل من السماء وليس ما يقوله ، اصحاب مدارس الشياطين انه بخار البحار و الانهار ، بل ان الماء ينزل من السما ، ومصدره السماء ، كيف هذا ، اظن انك ىم تصدق بعد ، وانا اعلم هذا ، لان اعوام من التلقين لن تمحى بسهولة.
يقول الله سبحانه وتعالى ، في سورة المؤمنون ، الآية 18
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18)} ﴾
مرة اخرى وانزلنا ، واذا ما لاحظت جيدا ، فستقرأ كلمة فأسكاناه في الارض ، اذا الماء لم يكن من الارض في الاصل ، بل هو من غير الارض ، والله سبحانه وتعالى هو من انزله واسكنه في الارض ، وهو على ذهاب به لقدير .
صدق الله العظيم وهو اصدق القائلين وهادي المهتدين ، فاهتدي بنور القرآن ، فانه نور لا ينطفئ.
اذا كان الماء مصدره السماء ، فما فائدة السحب ، والتي ايضا قرأت عنها ، وقالوا لك انه بخار الماء المتصاعد من الابحيرات والمحيطات ، حسنا كما في البداية يجب ان تسأل الخالق وليس المخلوق ، فاذا ما ذهبنا الى كتاب الله سنجد الله يقول في آيته الكريمة في سورة الاعراف الآية 57
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)
لا يحتاج منك تفسير فهو كتاب بلسان عربي وانت عربي ، لا تحتاج لان تفسر و تغوص في المعاني فكل شيء واضح ، يقول تعالى ان السحاب تثقل ، بماذا تثقل ، حسنا الجواب في تكملة الآية فانزلنا به الماء ، اذا السحب تثقل بالمياه ، اذن السحب تعمل عمل ناقل ، وليس مصدر .
حسنا هذه آية اخرى ، يقول تعالى في سورة النور الآية 43
ألم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)
كذالك الآية لا تحتاج تفسير ،فهي تفسر نفسها بنفسها لمن يمتلك القلب البصير ، فااسحاب هنا مرة اخرى يعمل عمل ناقل فقط ، واذا ما اردت توضيحا أكثر ، اذا اخذت اسفنجة ووضعتها في الماء فستلاحض انه ثقلت بالماء ، واذا ما عصرتها او ضغطة ضغطة بسيطة ، فسيرخ ما بها من الماء ، ولا تجعل امر الاسفنجة امر محتوم فهو فقط للتفسير المنطقي ليس الا لالله اعلى واعلم ، بخلبه ولكن هذه طريقة مبسطة للفهم وليس امرا حتميا ، فلله العلم وهو علام الغيوب .
يقول تعالى لي سورة الواقعة : أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)
في قصة سيدنا نوح عليه السلام ، لما دعا قومه سنين عديدة ، ولم يستجيبوا له ولدعوته ، اخذهم عداب الله تعالى وهو طوفان كبير ملأ الارض كلها بالماء ، واي أحمق سيصدق ان بعض من البخار سبب في هذا ولكن صدق الله الذي قال فيكتابه العزيز الحكيم ، في سورة القمر الآية 11 ، قال تعالى. فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ، فتح الله ابواب السماء ليخرج الماء الذي هو في السماء وليس السحب ، مرة اخرى حبط ما كانوا يعملون .
ان اي عاقل مؤمن صادق الإيمان لن يحتاج آيات كثيرة ليصدق بان الماء اصله السماء ، بل آية واحدة تكفي ، اذا لم تكفيك آية واحدة راجع ايمانك بالله ، واعلم ان اعوام التلقين قد غيرت ايمانك ، وبدلت فؤادك .
ان الله سبحانه وتعالى خص الماء بخاصية الحياة ، فهو يحي الارض ويحي النفس و يطهرها ، فالماء سر لن ولن يظهر بالعلم الذي اتانا الله ، ولن يستطيع اي شخص ان يحيط بكل شيء حول هذا الماء ، فلم يكن الماء ابدا ما تعلمته في المدارس ودرسته في الجامعات ، لقد كذبوا عليك لانهم ضعاف يحيبون ان يعطوا تفسير لكل شيء ، لانهم لم يقدروا على معرفة اصل الماء ، ببساطة لان الماء ليس مصدره الارض ، ان الماء هو اكسير الحياة ، وكل العلوم التي بينت على ظورة المياه الحمقاء ، خاطئة ، بطل ما كانوا يفعلون
فالماء الذي نشربه قادم من السماء وهو يخزن في السحب ، بطريقة ما تجعله هناك متمسكا بها ، فالسحب تعمل كإسفنجة بعد ذالك ، يسوق الله السحب الى مكان ما شاء الله ان ينزل فيه المطر ، فينزل المطر باذن الله تعالى . فهذه رحلة الماء التي كذبها الملحدون واخترعوا لكم دورة المياه ، لتصدقها انت على انها الحقيقة ، وانهم اهل العلم و المعرفة .
ان دورة المياه التي ، رسمها الفنانون ، اخرجت فقط لتدعم فكرة الكرة الارضية ، وليس هذا فحسب بل ان تدنيس مخلوقات الله واحتقارها هي من عمل الشياطين ايضا فمعضم هته الافكار تكون شيطانية بالاساس ، فالشيطان وعظ بانه سيغير خلق الله ، وهذا ما فعله بالارض وكذالك فعله بالماء وكذالك يفعل بمخلوقات أخرى .
الماء ليس مادة ، كما قيل لك في المدارس بل هو مخلوق ، الا ان اصله لا يمكن معرفته ، لان مصدره من السماء ، وحقيقة تكونه من ذرات الهيدروجين و الاكسجين ، هي خرافة أطفال ، فاحذر يا مسلم ، ان تصدق الملاعين الذين يتربصون بمخلوقات الله ويغيرو فيها ، والعجيب و الغريب ان ترى كثيرا من مشايخنا يصدقون هذه التفاهات .
اتمنى ان يعجبكم الموضوع ، واتمنى ان تراجعوا العلم الذي تعلمتموه من الغرب ، ليس كل شيء خاطئ ولكن الكثير من الأشياء يجب اعادة النظر فيها ، ولا تجعل من مخلوقات الله رخيصة فلم تكن كذالك ابدا .