كانت جنات وكرومات ، و منتزهات وكانت مقسومة بين ملكين من ولد ابريت بن مصر ،وكان احدهما مؤمنا و الآخر كافرا ، فأنفق المؤمن ماله في وجوه البر حتى باع حصته منها لأخيه ، وفرق الذي أخذ بها في وجوه البر فأفلحها ، وزاد فيها عروشا كثيرة ، وأجرى فيها أنهارا وبنى فيها بنيانا ...
دائما ما نسمع قصصا كثيرة في القرآن ، وغالبا ما نمر عليها ولا نعير لها اهتماما فالقصص في القرآن ليست للإستمتاع وليس حديثا يفترى ولكن لنأخذ العظة و العبر منها ، فدائما ما تاتي القصة في القرآن الكريم لما وقع للناس الذين سبقونا ، كي نتدبر عذاب الله في الدنيا ، ونحن لسنا ناجين منه في الآخرة ، ولكي يتفكر الانسان انه ماله من شيء الا بإذن الله واذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله ، ولا تقل هذا من عند نفسي ، ولا تكن متكبر متغطرسا واحمد الله على ما اتاك فان شاء نزع ما عندك بين ليلة وضحاها وجعلها كالصريم .
في سورة جمعت بين أكثر خمس قصص يعتبر فيها المؤمن و يبهر فيها الكافر ، سورة تعتبر من أفضل سور القصص القرآنية على الإطلاق ، حيث ذكرت سورة الكهف 5 قصص في سورة واحدة بتفصيل جميل مزيج بين احداث تاريخية وقصص واقعية حدثت في الزمن البعيد .
فما كان المسلم الا لينتفع بها ويتدبر نا جاء فيها ويأخذ العبر منها
ومن هذه القصص ذكر الله سبحانه وتعالى خبر الرجلين ، في القرآن الكريم و تحدث عن جنات و نخل وزرع وانهار ، وحوار دار بين مؤمن وكافر ، فما هي حقيقة الرجلين في القرآن وما هي حقيقة جنات تنيس التي ذكرت في القرآن.
ذكر في خبر تنيس في كتاب أخبار الزمان وعجائب البلدان للمسعودي من الصفحات الباقية ، و التي لا يمكن الجزم بها ، لان الكتاب الذي جمع بين أكثر الكتب التاريخية قد اتلف فلم يبقى منه الا صفحات قليلة و سنروي لكم منها خبر تنيس وذكر الرجلين في سورة الكهف .
كانت جنات وكرومات ، و منتزهات وكانت مقسومة بين ملكين من ولد ابريت بن مصر ،وكان احدهما مؤمنا و الآخر كافرا ، فأنفق المؤمن ماله في وجوه البر حتى باع حصته منها لأخيه ، وفرق الذي أخذ بها في وجوه البر فأفلحها ، وزاد فيها عروشا كثيرة ، وأجرى فيها أنهارا وبنى فيها بنيانا ، و احتاج اخوه الى ما في يده فكان فكان يمنعه ويفتخ عليه بما له من المال و الجنة فخاطبه اخوه في بعض الايام مبسطا عليه ، فقال له : أنا أكثر أكثر منك مالا و أعز نفرا ، فقال له أخوه فما أراك شاكرا لله تعالى على ما أعطاك ، ويوشك أن ينزع منك ذالك ، ويقال انه دعى عليه فغرق ماء البحر جميع ما كان له في ليلة واحدة حتى كأن لم يكن قبل ذالك . وقيل ان هذن الرجلين هم اللذين ذكرهما الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال ، و اضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من اعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا الى آخر القصة .
وكانت تنيس عظيمة ، لها مائة باب ، و قيل أن بحيرة تنيس تعذب وقت مجيء النيل ، وتقيم 6 أشهر حلوة ثم تملح و بالقرب منها عين لا يخرج ماؤها الا عند أوقات الصلوات ، فيتوضأ منها ثم تفيض لذالك عند وقت كل صلاة ، وهي معروفة تسمى عين الأوقات .
#وذكر في كتاب مروج الذهب للمسعودي عن تنيس وقيل:
كانت أرضاً لمِ يكن بمصر مثلها استواء وطيب تربة
وثراوة، وكانت جناناً ونخلاً وكرماَ وشجراً ومزارع، وكانت فيها مجارٍ على ارتفاعٍ من الأرض وقرى على قرارها، ولم ير
الناس بلداً كان أحسن من هذه الأرض، ولا أحسن اتصالاً من جناتها وكرومها، ولم يكن بمصر كورة يقال إنهاا تشبهها إلا الفيوم وكانت أكثر خيراً من الفيوم وأخصب وأكثر فاكهة ورياحين من الأضناف الغريبة، وكان الماء منحدراً إليها لا ينقطع عنها صيفاً ولا شتاءً، يسقون منه جناتم إذا شاؤوا، وكذلك زروعهم وسائره يصب إلى البحر من سائر خلجانه.
لقد نزل بعض الجغرافيين إلى هذه الجزيرة المصرية القديمة وإلى بحيرة المنزلة التي كانت تُعرف قديمًا باسم بحيرة مصر أو بُحيرة تِنِّيس، ووصفوا أحوالها في الصيف والشتاء، فيذكر الاصطخري أن «بأرض مصر بحيرة يفيضُ فيها ماء النيل تتّصل ببحر الروم (البحر المتوسط) تُعرف ببحيرة تِنّيس، إذا امتد النيل في الصيف عذُبَ ماؤها وإذا نقص في الشتاء إلى أوان البحر غلبَ ماء البحر عليها فملُح ماؤها، وفيها مدن مثل الجزائر تطيف البحيرة بها فلا طريق إليها إلّا في السُّفن».
وهذا ما ذكر في كتاب أخبار الزمان وعجائب البلدان للمسعودي رحمه الله ، وهو ليس قولا يجزم به على انه الحق ، ولكن فقط من باب المعرفة و الاطلاع فقط .
قيل في تفسير الخازن رحمه الله تعالى عندما ضرب الله مثلا الرجلين قيل انه نزلت في أخوين من أهل مكة من بين مخزوم وهما أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن عبد ياليل وكان مؤمناً وأخوه الأسود بن عبد الأسود وكان كافراً . وهذا قول آخر والله أعلى وأعلم بأمر الرجلين .
ان من اوتي شيء في هذه الوقت بالذات اصبح يقول هو من عند نفسي اغتر المغرور فياله من احمق ، قال انا كذا وكذا انا فعلت كذا كذا ، وامهله الله مدة تزيد عن عام وجعله في زمن النسيان فقال ربي ارزقني وانت خير الرازقين ، فاجاب الله له دعوته ورزقه من حيث لا يحتسب ؤ فبطبيعة ااحال رزق الله غير محدود ولا ينقطع ، فتجبر وتكبر وطغى المسكين ، فجعله الله آية للسائلين ، أين انت من ملك سليمان رضي الله عنه واين نحن من فقر النبي عليه افضل الصلاة والسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا اما ترضى ان تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ، فصدق رسول الله .