قصة الخلق القصة التي لم تسمعها من قبل ، كيف انتشر بنو آدم في الارض ، القصة المحرمة . الجزء الثاني #2


ان التاريخ مهم جدا لمعرفة الحاضر ، فلو كان التاريخ مجرد ماض ذهب ولن يعود فلم يكن القرآن الكريم ليتكلم عن امم قد خلت من قبل ، ولم يكن ليحكي قصص الاولين و الآخرين ، و يحدثنا عن ذكر من قبلنا ، وذالك ليتعظ المسلم و يفهم التاريخ جيدا ، ومن بين الأمور المهمة التي يجب علينا معرفتها ، هي قصة الخلق الحقيقة ، التي ذبلت معالمها في عصرنا هذا ، فلم نعد نرى بصيص الحق في صفحات وكتب الملاعين الا افكار غربية في مكتباتنا .

قصة الخلق


قد سبق وتطرقنا في الجزء الأول من قصة الخلق ، وعرفنا وبينا لكم لغز الكلمات في التوراة ، واظهرنا الجانب الخفي في القصة المحرمة ، ولعل هذا لن يكون الحق كله ، لان الحقيقة وحدها لا يعلمها الا الله ، فما نحن الا مجتهدون ، فبعد ان قمنا بعرض ادلة وبراهين كثيرة توثق ما نقول من خلال القرآن الكريم ، وكلام الاولين و الآخرين فسنسعى بإذن الله تعالى وتوفيقه

 لتكملة القصة الحقيقية للخلق ، بنائا على ادلة دينية و احاديث ، لكي نكمل رقعة الفسيفساء للقصة المحرمة ، ونضع اخر قطعة من حجرها ، ونرى الصورة الحقيقة التي اخفيت عنا.


في الجزء الاول ذكرنا وبينا لكم ان أدم عليه السلام سكن الجنة ، ومن خلال ادلة قرآنية و في التوراة وفي الاحاديث النبوية ، بينا ان تلك الجنة كانت في الارض ، وذكرنا لكم ايضا ان زوجة ادم والتي لم يسميها القرآن باسمها وكذالك لم نسميها نحن ايضا ، واخبرناكم بدليل قرآني ومن السنة و التوراة انها خلقت من ادم نفسه ، اي ان المرأة خلقت من الرجل فهي منه و هو منها ، وذكرنا لكم كذالك بتفصيل دقيق وبادلة قرآنية وفي التوراة ايضا ان الشيطان الذي ذكر في القرآن الكريم ليس ابليس ولكن هو شخص اخر ، وكما ذكرتها التوراة هي الحية ، و رجعنا قليلا الى الوراء وروينا لكم بعضا من قصة ليليث الشيطانة وربطناها بالشيطان في القرآن الكريم ، واتضح لنا ان ليليث هي الشيطانة و هي الحية ، التي ذكرت في القرآن و التوراة ، وبينا لكم عمق القصة الحقيقية حيث ان تاريخ الشيطانة ليليث قديم جدا من زمن البابلين الى عصرنا الحالي ، اصبحت ليليث الشخصية الغامضة الاهة اليوم ، واصبحت الحية الملتوية رمزها ، وبعدها اصبح الثعبان رمز الاغواء و الشر .

وتكلمة لقصتنا لنفهم الموضوع من اصوله ونتعمق في التاريخ المضلم و الخفي ، كان ولابد ان نراجع جميع الكتب التاريخية ، ونستخرج الحقيقة منها ونقارنها مع ما جاء في ديننا ، لكي نستخرج القصة الحقيقة للخلق .

فهاهو ذا الجزء الثاني من القصة المحرمة للخلق .

لقد اخرج ابوينا من الجنة ، فقال تعالى ، قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِى ٱلْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍۢ .

واهبطوا هنا ليست بمعنا انهم في السماء ولكن اهبطوا تعنى اذهبوا او اخرجوا ، ودليل ذالك في سورة البقرة قال تعالى ٱهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ .. فهل كانوا في السماء ونزلوا الى مصر ، اذا اهبطوا لا تعني النزول من مكان عال بل الذهاب الى مكان ما ، وهذا ايضا دليل اخر على حقيقة الجنة التي سكنها ادم .

وجب القول ان انه عندما قال تعالى بعضكم لبعض عدو ان المقصود هنا هو الشيطان انا انس او جني ، ولكن هذا ليس كل شيء ، لان هناك آية اخرى تخرج شياطين الجن من هذا كله وتركز على صنف اخر ، قال تعالى قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ، قوله تعالى اهبطوا منها جميعا دل مرة اخرى على اكثر من شخصين ، وقوله ايضا فاما يأتينكم مني هداي ، الرسالة واضحة جدا هنا حيث ان هدى الله هو رسله وكتبه ، ولكن هل الشياطين ضمن الاية الكريمة لو افترضنا ان الشيطان و الانسان نزل مع ادم عليه السلام ، هذا لا يصح ابدا ولا يجوز ، لان الآية الكريمة لا تستبين ذااك ، فالهدى من اجل ان صح القول المأمورين بالعبادة اي الثقلين وهنا الآية الكريمة تذكر فقط الذين اخرجو من الجنة اي الانسان فقط، اما الشياطين فهي لا تدخل ضمن الآية ، وهذا دليل آخر على حقيقة الشيطان في القرآن الكريم اي قد يكون والله اعلى واعلم كما ذكرنا سابقا ان الشيطان انس .


عندما نزل ابونا ادم الى الارض التي خلق منها ، كان يعلم كل شيء عنها فلقد اتاه الله العلم ، لقد تعلم ادم من ربه كل شيء ، فلم ينزل ابونا ادم جاهلا لما سيواجهه في الارض ، فلقد كان نبينا من انبياء الله تعالى ، كما اخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ،ففي حديث أوردهُ أحمد في مسنده عن أبي ذر عندما سأل صلى الله عليه وسلم: “قلتُ يا رسول الله أيّ الأنبياء كان أول قال آدم قلتُ يا رسول الله ونبي كان قال نعم نبي مكلم ، ومن مهام ادم في الارض ، هي الاعمار ، اي اعمار الارض بالذرية الصالحة ، لم يتكلم القرآن عن حياة ادم في الارض ، ولم يذكر شيئا عنه بعد ان نزلوا الى الارض ، ولكن تكلم عن ذرية ادم قليلا في بعض الآيات لذالك فحياة ادم في الارض ، لن تكون موثقة بادلة قرآنية او سنية ، فالحديث في ادم كثير ولكن لاشيء منه موثق .


فالتوراة تحكي حياة ادم عكس القرآن الكريم ، فتقول ان الله تعالى البس ادم وامرأته سرابيل من الجلود ، واسكنه مقابل الفردوس اي اسكنه مقابل الجنة التي كان فيها ، بعدها حملت زوجة ادم ، فولدت الابنين. واللذين ذكرا في القرآن الكريم فقال تعالى وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) ، وفقط على سبيل العلم و المعرفة عندما يقول تعالى واتل عليهم ، فاعلم انه كان هناك تحريف للقصة الاصلية من قبل ، لذالك تعالى يقول واتل عليهم نبأ ابني ادم ، فهذا يدل وبوضوح على ان القصة الحقيقية تم تزييفها ، واتى الله بالحق الذي لا يحرف ، فعندما ولدت زوجة ادم اول طفلين لها و اللذين سمتهم التوراة قايين وهابيل ، وبعض اخر يقول قابيل وهابيل ، ولكن لا يهم الاسم المهم هو القصة الحقيقة لهما ، ذكر الله تعالى في القرآن الكريم القصة الحقيقة لهما ، انهما قربا قربانا لله عز وجل ، و سبب تقريب القرآن لله عز وجل لم تذكر التوراة و لا القرآن سبب تقريبهم القربان ، ولكن يذكر بعض المفسرين وذالك في تفسير القربان وقالو انه هو ما يتقرب الله به الى عبده ، والقربان كلمة اصلها سريانية وتعني ما يتقرب به العبد الى قوى اكبر منه ، والقربان لا يشترط ان يكون ذبيحة بل قد يكون عملا خيريا مثل صيام وصدقة وغيرها ، والله سبحانه وتعالى لم يذكر نوع القربان الذي قدمه ابني ادم ، ولكن التوراة ذكرت ان قايين قد قرب قربانا من ثمره حيث ان التوراة ذكرت على ان قايين كان يحرث الارض ، اما هابيل فكان راع غنم فقرب له اسمن اغنامه ، فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قايين ، اما في القرآن فلم يذكر الله عز وجل اي الابناء تقبل منه حيث لم يذكر اسمهم في القرآن ، ولم يذكر القرآن ايضا سبب تقديم القربان الى الله ، ولكن من كلمة قربان استنتجنا والله اعلى واعلم ان القربان كان يقدم في قديم الزمان من اجل التقرب الى الله ، وما يدل على ذالك وما يؤكده الله في آية كريمة قال تعالى لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ، اي ان الله يناله تقوى المؤمن من الذبيحة او من الصدقة او من اي نوع من القرابين يقدمه المؤمن ، ولنعرف القصة الحقيقة لتقديم القربان بدون تأويل للآيات فيجب علينا ان نبحث في القرآن اكثر واكثر ، ففي آية تقديم القربان الى الله ، قال هابيل لاخيه قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، استعملت كلمة المتقين هنا ، واستعملت مرة اخرى في الآية التي ذكرناها سابقا ، وهذا هو الخيط الذي سيرشدنا الى الحقيقة ، 

حيث ان الله تعالى قال انه يناله التقوى ، والسبب الذي لا يمكن لمسلم ان ينكره لتقديم القربان هو موجود في الآية الكريمة ، وهي عندما قال سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ، ربط الآيات ببعضها البعض هي حكمة من الله تعالى ، فالقربان كلمة قديمة جدا يعود اصلها الى السريانية القديمة كانت تعني تقديم ذبيحة او اي شيء اخر الى قوى عظمى ، وكان اول قربان يقدم هو القربان الذي قدم من ابني ادم ، وسبب تقدين القربان قد ذكره الله في آية اخرى في قصة اخرى ، حيث ان التقوى هي المراد من تقدين القربان ، اي التقرب الى الله اي المفهوم الاصلي للقربان ، فلم يطرأ على معنى القربان تغيير او تحريف ولكن ظل معناه قائما ، وهذا ينفي اي تلفيق لقصة اخرى ضمن القصة المذكورة في القرآن ، مثل قصة استأثار قايين على اخته ورفض تزويجها لهابيل ، واي قصة اخرى تلفق للقصة الحقيقية ، حيث ان القرآن ولا حتى التوراة لم تذكر السبب بشكل مباشر ، ولكن القرآن اشار الى السبب في آية اخرى اي سخر القربان للناس لكي يكبروا الله على ما هداهم والله اعلى واعلم .


عندما تقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قايين كان السبب هو التقوى لم يكن قايين تقيا ولم يخلص عمله لله ، لذااك لم يتقبل منه ، فسوت له نفسه قتل اخيه ، ومايدل على ان هابيل كان محسنا تقيا مؤمنا هو رده على اخيه باسلوب راق وجميل اسلوب يلائم كل مسلم فقال لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) ، فقتل قايين اخاه واختلف في كيفية قتله ، فبعث الله الغراب ليعلمه كيف يدفن اخاه ، فاحس قايين بالعجز و الندم ، فكان من النادمين ، وانتهت القصة هنا في القرآن اما في التوراة فهي مستمرة ، ولن نخوض في امرها ، لان المهم في هذه الجزء هو شيء اخر ، شيء عجز عنه الكثير من المفسرين و الكثير من العلماء ، وما يردد في التفاسير سوى اسناد ضعيف لبعض العلماء الكرام ، وهي في قضية التزاوج .فكيف تزاوج ابناء ادم عليه السلام ؟


ان من الاشياء المحيرة للعقل ، هي الروايات الغريبة التي تقص وتحكى ، حول قصة الخلق ، وها قد وصلنا بعد رحلة طويلة ، الى هنا ، وهنا يقف العقل و القلب عاجزا عن التفكير ، في هذه القصة التي رويت في القرآن الكريم ، ويخرج الكثير من المشايخ و العلماء ، بأشياء يعجز العقل ان يصدقها ولا يقبلها المنطق ، وفي نهاية المطاف يلصقونها بسنة الله في خلقه ، فهل حقا تقتضي سنة الله في خلقه ان تخلق المرأة ببطنين ، فهل المرأة الآن ببطنين ، وهل تقتضي سنة الله ان يتزوج الاخ من الاخت ، باعتبارهما من ام واحدة حتى لو افترضنا ان لها بطنين وباعتبارهم ايضا اخوة لاب لان ادم هو الزوج الوحيد، فهذا كله واي شيء يخرج من هذه الافكار التي لا تقبل اليقين هي باطل ، فالله عز وجل يقول في كتابه العزيز سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا ، فكيف فكر هؤلاء العقلاء وهم يقرأون هذه الآية بان زوجة ادم تمتلك بطنين ، وكيف فكر هؤلاء العقلاء بان ابناء ادم تزوجو اخواتهم ، هذا لا يجوز في شرع الله منذ الخلق الاول ، كله في كتاب مبين .


اذن فحقيقة التكاثر بعد الخلق الاول هي حقيقة موجودة في كتاب الله الى من ابى واستكبر عن اياته ، فهل تطرق الخالق لموضوع الخلق وعجز عن اخبار كيفية التكاثر بعد ذالك ، حشا لله ، اذا فالله تعالى اخبر بكل شيء في الكتاب ولم يعجز عن قول الحق . 


ان الله تعالى قد خلق ادم وزوجته ، واخبرنا الله عز وجل بان ادم عليه السلام كان له طفلين ، ولم يخبرنا بان له اكثر من ذالك وقد يكون هناك اكثر من ذالك ولكننا لا نستطيع ان نجزم ان هناك اكثر من اثنين لذالك سوف نقول ان ادم له طفلين فقط من زوجته التي ذكرت في القرآن الكريم ، وهذا ما اكدته التوراة وتوافقت مع القرآن الكريم فلقد ذكرت التوراة ايضا ان زوجة ادم ولدت طفلين فقط وطفل اتى بعد ذالك وكان نبيا هو شيث عليه السلام ، هؤلاء هم ابناء ادم الذين ذكروا فقط في التوراة .

فوجب علينا التأكيد بالاخبار ان ادم وزوجته لهما طفلين فقط بدون ذكر شيث وهما الذين سمتهم التوراة قايين وهابيل ، اي طفلين ذكرين ، ولكن الله تعالى اخبرنا في كتابه الكريم فقال يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)

يقول تعالى ان هناك رجال ونساء ينتسبون لادم ، وهذا ما لا يخالف الشرع ابدا وهو اننا كلنا ننتسب لادم كلنا ابناء ادم ، لان ادم هي النفس الواحدة ، التي خلفت اجيال ، ولكي تفهم جيد المقصد من الآية ان الشخص يتزوج ويلد و ذريته تتزوج ايضا وتلد وهكذا يكون التكاثر ولكن كلهم انتسبوا للجد في البداية ، وهذا حالنا مع ادم ، كان ادم هو جد البشرية كلها فلقد كان اول الخلق .

ولكن السؤال المطروح اذا كان ادم فعلا هو الاب الوحيد الذي خلق ، فكيف تكاثر بنو البشر فوق الارض ، فحتى لو افترضنا ان الانسان الذي نزل مع ادم و زوجته والتي ربطناها بقصة ليليث ، فلا يزال هناك خيط مفقود ، فلا نزال داخل دائرة المحارم حتى لو تزوج احد ابناء ادم من ليليث ، فكيف تزوج ابناء ادم .

لم تذكر التوراة ايضا هذا اللغز الذي حير الكثير من الناس ولكنها كانت تذكر فقط بان قايين تزوج وولد ، وولدت زوجة ادم طفلا اخر اسمه شيت وهو نبيي ايضا ، وتزوج وولد ذرية كثيرة ، ولكن من مذا تزوج قايين و شيث ، فهناك فقط زوجة ادم و ليليث ، وليليث اذا كانت المرأة الاولى على حسب القصة انها هي زوجة ادم الاولى فلا يحل للابناء ان يتزوجو بها اذا فادم هو الزوج الوحيد الشرعي ليليث ، ومن هنا قد يتضح الامر بعض الشيء .


ولكن الخيط الرفيع من القصة لم يتضح بعد ، قال تعالى الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ، وهنا يتضح كل شيء ، فالله بدأ خلق الانسان من طين ، ثم جعل الخلق بعد ذالك من ماء مهين اي بالتناسل ، في البداية لم يكن خلق الانسان من ماء مهين بل كان من طين ، فاذا كان هذا يدل على شيء فانما يدل على ان الله تعالى لم يخلق ادم وحده ، ولو ان ادم كان اول الخلق فهل هناك اية تدل على هذا الكلام ام هو مجرد احاديث الاولين ، حسنا قال تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ ، لماذا استعمل الله الجمع فقال ولقد خلقناكم ، هذا يقتضي خلق اكثر من انسان ، وهذه الآية تتكلم بالتحديد اثناء الخلق الاول اي بداية خلق الانسان ، لماذا اقتضى السجود لادم فقط ، وهذا جواب بسيط وهو ان ادم عليه السلام كان اول الخلق ، ومن ثم خلق الله الاخرين ، فحصل ادم على شرف التكريم ، ولم يخلق الله الذكور فقط بل خلق كل ذكر وانثى معه قال تعالى في سورة النبأ وخلقناكم ازواجا ، وهذه الآية ايضا تتكلم عن الخلق الاول وتتكلم بالجمع اي يقتضي الامر اكثر من خلق واحد ، وقال تعالى ايضا وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ ، وهنا ايضا الجمع ، ازواجا ، اي زوجة ، هذه كلها ايات تدل وبصريح العبارة ان ادم عليه السلام ابو البشر هو الخلق الاول ، ومنه خلق زوجه ، وتكلم القرآن الكريم عن اكثر من خلق ليس فقط ادم بل الكثير من الخلق .


فبداية الخلق لم تكن فقط زوج وزوجة بل كانوا رجالا ونساء كثيرا ، وكما اظهرت الآيات الكريمة ان الله تعالى خلق الكثير من الناس ، ذكر وانثى اي زوجين ، والظاهر في الآيات الكريمة ان الذكر خلق قبل الانثى وان الانثى خلقت من الذكر ، ولعل اهم دليل قرآني يدل وبصريح الآية بدون لف او تأويل ، على ان ادم لم يكن الوحيد الذي خلق ، وهي قوله عز وجل يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ، اي ان الله تعالى خلق الذكر و الانثى ، وجعلهم شعوبا وقبائل كثيرة ليتعارفوا فيما بينهم ، وينكحو ما طاب لهم من النساء ، اي يزوجوا بناتهم للآخرين و الآخرين يزوجو بناتهم لهم وهكذا يكثر النسل وتعمر الارض .


ان الله تعالى لم يجعل قضية التكاثر في القرآن لغزا ، ليقوم اهل التفسير في التوسع في الايات و الافكار ، ولكنه حسمها حسما ، بصريح الايات و العبارات ، التي تدل بشكل واضح على ان ادم لم يخلق وحده ، بل خلق الكثير من الناس ، وهذا ما يظهر لنا الخيط الرفيع في القصة المحرمة على الناس معرفتها ، هي حقيقة التزاوج في القرآن الكريم ، حيث ان الله تعالى قال ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (8) ، اي نسل الانسان من ذالك الماء ، اي اصبح الخلق هنا من نطفة من مني تمنى ، اي اصبح الناس يتزوجون بازواحهم ويلدون الاولاد ، فكان ادم نبيا بينهم ، وهذا يجيب على السؤال المطروح هو اذا كان ادم نبيا فعلا فعلى من سيكون نبيا ، وهذا هو الجواب الصريح ان ادم لم يكن وحده فوق الارض بل كان هناك كثير من جنس ادم ، ومن نفس ادم.


عندما يفكر المؤمن اعتمادا على قصص الآخرين حول قضية الخلق ، يثير جدلا في الافكار و المعلومات التي لا تقبل الحق ابدا ، وقد بدا العلماء باخذ اقوال لم تكن الا عجزا على عدم المقدرة على حل هذا المشكل ، وهذا المشكل بالذات نتج من فقر فهم الآيات الكريمة ، واتباع اكاذيب الجهال ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم جيدا هذا وكان ايضا الصحابة يعلمون جيدا هذا ، ولا حاجة للخوض في اشياء بديهية ، حتى في التوراة ، فلقد توافقت التوراة مع القرآن في كثير من الاشياء ، فلقد ذكرت التوراة ان زوجة ادم انها ولدت ثلاثة اطفال وهم قايين وهابيل وشيث عليه السلام ، وان هؤلاء تزوجوا وولدوا ، ولكن السؤال بمن تزوحوا ، لم تقل التوراة ابدا انهم تزوجوا باخواتهم ولكن قالت تزوجوا وهذا يقتضي انهم تزوجوا نساء اخرين ، اذ انه من البديهي جدا ان تعلم هذا اخي المسلم ، وان تبدأ في تحريف احاديث و آيات كثيرة فقط لتناسب معتقدات الغرب الضالة ، في قضية الخلق ، فالله تعالى خلق كثيرا من الناس بعدها قاموا بالتعارف و و التناكح فيما بينهم وهكذا تكاثروا في الارض ، اما اذا اتبعنا القصة الضالة المعروفة فهي تخالف الشرع و المنطق ، فلا يمكن ان ينتج تكاثر بين اثنين ، فسوف تحد في الابناء فقط ، ولن يكون هناك انسان بعد ذالك الا اذا كان زواجا محرما ، ولكن هذا لا يمكن ان يكون صحيحا فالله تعالى حرم هذا في كتابه وحرم هذا في جميع كتبه ليس فقط في القرآن الكريم .

ان القصة الضالة المعروفة ما هي الا ظلال في ظلالم ، ومن صدقها فهو تائه ، فهاهي الحقيقة التي لا تقبل الخداع و لا التأويل ، فقط من كتاب الله وسنة نبيه واعتمدنا على التوراة فقط لنبين صدق كلام الله منذ البداية .

ان من الاشياء الاخرى التي تحير العقل ، في القصة المكذوبة ، هي انه فعلا لو كانت زوجة ادم تلد في كل بطن طفل وتزوجه ببنت البطن الثاني ، فلا يزال الاشكال واحدا ، فلا يزالون من ام واحدة ومن اب واحد ، اي اننا نقع في الحرام كلما صرفنا هذه الاقوال ، ولكن هذا منذ البداية غير صحيح ، فلم تولد المرأة ببطنين ، ولم تخلق كذالك ، هذا ما يحاولون ادخاله في رأسك ولكن الحقيقة غير ذالك ، الحقيقة المطلقة البديهية التي لا تقبل الجدال هي المذكورة في القرآن الكريم ،وهي ان الله تعالى خلق كثير من الانس ، وجعل ادم اول الخلق ، وبعد ذالك خلق منها زوجها ، فخلق الله لكل ذكر انثى كما فعل مع ادم ، وبذالك يجوز في شرع الله ان ينكح الابناء البنات حلال طيبا ولن يغير ذالك شيئا في سنة الله ولن يعجز العقل عن فهم كل هذا فهذه هي الطبيعة التي نمشي بها الآن جعلها الله سنة خالدة ، وصدق الله عندما قال ولن تجد لسنة الله تبديلا ، وكذالد الآن لن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا .

عندما يعرف المرء كيف يتعامل مع كتاب الله سيعرف عندها عظمة الخالق ، اننا نتعامل مع كتاب الله بنقص ، فلذالك نعجز عن الفهم ونعجز عن التدبر ، فكتاب الله كتاب تاريخي ، يحكي التاريخ ويحكي المستقبل ،القريب ويحكي علم الغيب ويحكي حضارات وينسج قصصا يتعظ بها المؤمن ، فهذا هو كتاب اعظم كتاب في التاريخ كله . 


تحذير هام : كل ما قيل في الجزئين الاول و الثاني ، ما هم الا اجتهاد شخصي ، والاجتهاد يقبل الضحد ويقبل النقاش ايضا ، ونعيذ تذكيركم ان هذا فقط يتوفيق من الله ان كان هذا صحيحا وان كان خاطئا فمني ومن الشيطان واسئل الله ان اكون قد وفقت في نقل المعلومة التي اجتهدت لاحضارها بينكم ليرويها لكم صديقي ، معكم نيسي اتمنى لكم التوفيق والسداد لكل الامة جميعا.

كتب وحرر بواسطة نيسي14

إرسال تعليق

أحدث أقدم